توقيت القاهرة المحلي 18:38:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرة القدم ومدحت شلبى.. والسياسة

  مصر اليوم -

كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة

بقلم : عماد الدين حسين

 هل هناك علاقة بين الرياضة والسياسة؟! نعم العلاقة كبيرة جدا ولم يعد أحد فى إمكانه الفصل بين الاثنين، وتقريبا، لا يوجد نشاط على وجه الأرض يمكن فصله عن السياسة عموما.

سؤال آخر: وهل هناك علاقة بين مباراة كرة القدم الودية التى أقيمت ليل الجمعة الماضية بين مصر والبرتغال فى زيورخ السويسرية، وبين السياسة وأحوال المجتمع فى مصر؟!.

الإجابة هى: نعم. والذى جعلنى أسأل السؤال الأخير هو نقاط كثيرة أثارها المعلق التليفزيونى على اللقاء الكابتن مدحت شلبى.

الكلمات التالية، ليست خاصة بالنقد الرياضى، فهذا المجال له خبراؤه وأساطينه، خصوصا الصديق حسن المستكاوى، لكن هى ذات صلة بطريقة التفكير الشائعة إلى حد ما فى المجتمع المصرى.

المعلق كان موضوعيا إلى حد كبير، فى بداية المباراة وهو يخبر المشاهدين بالفرق الكبير فى المستوى بين فريق البرتغال أحد أبطال أوروبا وفريقنا القومى، ثم فعل الأمر نفسه حينما قارن مازحا بين أحمد فتحى وكريستيانو رونالدو وان ما يجمعهما هو ارتداء القميص رقم 7!.

عندما أحرز الموهوب محمد صلاح هدف التقدم لمصر نسى مدحت شلبى كل الموضوعية، وبدأ يتحدث عن منتخبنا الكروى باعتباره الأفضل عالميا، وكأنه يتحدث عن فرق إسبانيا أو ألمانيا أو البرازيل، وبدأ يحقر من شأن منتخب البرتغال وكأنه متذيل الترتيب العالمى. وتطور الامر إلى السخرية من رونالدو، بأنه «غلاوى» لمجرد أنه يجرى وراء كل كرة، ويحاول إحراز الأهداف لنفسه ولبلده؟!.. وإذا كان هذا «غلا» فما هو تعريف الجدية والإخلاص والدأب والمثابرة؟!. بهذا التعريف نتمنى أن يكون كل لاعبينا «غلاويين» لكى يحرزوا هدفين فى الوقت الضائع ويقلبوا الهزيمة نصرا!!!.

عندما كنا فائزين كان الفوز شىء مهم جدا وليس فى مباراة ودية، وبعد الهزيمة خلال ثلاث دقائق، قيل لنا إنها مجرد مباراة ودية لا قيمة لها.

أجد فى أحيان كثيرة طريقة مدحت شلبى مثيرة وجيدة، لكن لا أحبذ مبالغاته، خصوصا الموجهة للشباب صغير السن. هناك فارق دقيق جدا بين تحميس لاعبينا وجمهورنا، وبين تخدير الناس وخلط الأمور.

نحن واجهنا البرتغال سعيا وراء الاحتكاك بفريق قوى، وحتى إذا انتهت المباراة بفوزنا، فلم يكن يعنى ذلك، أننا أفضل منها. هى لها تاريخ تراكمى كبير فى كرة القدم. هناك حقائق فى عالم كرة القدم مثلما هناك حقائق فى عالم الاقتصاد والسياسة.

ذات يوم فازت الكاميرون على إيطاليا، لكن ذلك لم يغير خريطة القوى فى عالم كرة القدم. والأمر نفسه فعلته نيجيريا ضد منتخبات عالمية كثيرة.

لا يصح أن نحقر من البرتغال ورونالدو، لمجرد أننا تقدمنا عليهم بهدف. لأن حالنا طوال معظم فترات المباراة كان دفاعيا وأقرب إلى «حالة الخضة»، وتحسن هذا الأمر بنسبة كبيرة بعد هدف صلاح، ثم حدث الانهيار، فى الدقائق الأخيرة والسبب مرض مصرى نشترك فيه جميعا فى السياسة والاقتصاد وسائر المجالات اسمه غياب التركيز فى اللحظات الأخيرة!.

الأفضل أن نقول للناس الحقيقة، حتى لا يتم بناء آراء وتصورات على أسس غير صحيحة. كنت كمصرى أتمنى الفوز لفريق بلدى، وكادت يداى تلمسان السقف عندما أحرز صلاح الهدف، لكن بمنطق التعليق الذى سمعناه فإن ذلك كان سيعنى أن البعض سيتعامل مع الموضوع باعتبارنا أفضل من البرتغال.

هناك فارق كبير بين التحميس والتشجيع ورفع الروح المعنوية، وإشاعة الأفكار والمعلومات والآراء غير الواقعية، لأنها تتسبب فى كوارث لا حصر لها، وشىء من هذا القبيل كان السبب الأساسى وراء هزيمة 5 يونيو 1967.

لعبنا مباراة جيدة أمام البرتغال فى حدود إمكانياتنا، والحقائق هى التى تكلمت فى النهاية، فرونالدو الذى كان محاصرا طوال تسعين دقيقة أنجز المهمة فى دقيقتين فقط، لأنه أحد أفضل لاعبى العالم مع ليونيل ميسى.

لدينا لاعب عالمى كبير اسمه صلاح، ولديهم أكثر من صلاح، لديهم ترتيب عالمى وبطولات دولية كبرى، ونحن أصحاب بطولات قارية. علينا ألا نشجع منطق المبالغة والتباهى حرصا على المنطق والموضوعية وعلاج الأخطاء.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة



GMT 03:29 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كلمة بايدن متنزلش الأرض أبدًا!

GMT 03:27 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

الدنيا بخير

GMT 03:25 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

لا «نزوح» نحو ترامب ولكنهم قد يمتنعون

GMT 03:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

مهرجان كان الـ77 يرسم ملامحنا ونرسم ملامحه

GMT 03:07 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كان إذا تكلم

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:01 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"مهرجان بالشباب تحيا الأمم" يكرم الفنانة وفاء صادق

GMT 02:14 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أكرم حسني يعرب عن سعادته بنجاح مسلسل "الوصية"

GMT 02:47 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة يارا تغني شارة المسلسل المصري"نصيبي وقسمتك 2"

GMT 19:21 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

كنزي عمرو دياب تواصل الجدل بملابسها الجريئة

GMT 14:46 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل

GMT 23:38 2018 السبت ,28 تموز / يوليو

وفاة الفنان الشاب مصطفى العلي

GMT 23:35 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

وفاة رجل قفز من أعلى المسجد الحرام في مكة المكرمة

GMT 01:11 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

استئناف عرض "العيال رجعت" على مسرح النهار 7 أيار

GMT 09:39 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

"جاغوار Jaguar E-Type" سيارة لكل العصور بامتياز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon