توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تخلى أردوغان عن إيران ونفطها؟!!

  مصر اليوم -

لماذا تخلى أردوغان عن إيران ونفطها

بقلم: عماد الدين حسين

«فى السياسة لا تنشغلوا كثيرا بالشعارات الرنانة والكلمات الجوفاء.. ركزوا فقط على الأعمال».

يوم الخميس الماضى نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسئول بوزارة الخارجية التركية، القول: «بصفتنا حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، فإننا نحترم العقوبات الأمريكية على إيران، وأوقفنا استيراد النفط منها اعتبارا من الثانى من مايو!».

فى نفس اليوم أيضا، أعلنت الهند، أنها أوقفت تماما استيراد النفط الإيرانى، وقال سفيرها فى واشنطن هارش فردان شرينغلا: «لقد انتهى الأمر، لن نستورد النفط من إيران بعد الآن». كما توقفت الهند عن استيراد النفط من فنزويلا بسبب الحصار الأمريكى المفروض عليها.

فى نفس التوقيت تحدثت تقارير إعلامية عن أن الصين لم تسجل أى طلبات استيراد نفط من إيران، متراجعة عن تصريحاتها السابقة بأنها لن تنصاع للعقوبات الأمريكية على إيران.

نعلم أن أمريكا فرضت عقوبات على إيران، وتريد أن تمنعها من تصدير النفط تماما، وقبل ست شهور منحت كل من الصين واليونان والهند وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا مهلة تنتهى فى ٢ مايو، للالتزام بعدم استيراد أى نفط من إيران.

قد يسأل سائل: وما الحكمة من الأخبار السابقة؟!.. الإجابة أن بعض قادة ومسئولى البلدان الثمانية قالوا إنهم يرفضون تطبيق القرارات الأمريكية.

الأعلى صوتا فى الرفض كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وكبار مساعديه، الذين قالوا إن هذه القرارات، تتصادم مع الشرعية الدولية.
فى تقديرى، فإن القرارات الأمريكية ضد إيران لا تستند فعلا لأى شرعية دولية، لكن ليس هذا هو بيت القصيد هنا، فالغرض من هذه السطور، هو مناقشة لماذا صعدت بعض هذه الدول إلى أعلى الشجرة، بعد أن ألقت بالسلم بعيدا، وفى النهاية اضطرت صاغرة إلى الانصياع للتهديدات الأمريكية؟!

كان البعض يعتقد أن موقف أردوغان مبدئى، وأنه سيصمد للنهاية، خصوصا أن هناك منطقا فى الموقف التركى يتمثل فى حصولهم على النفط والغاز من إيران بأسعار رخيصة جدا مقارنة بأسعار السوق، لأن إيران المحاصرة، تريد إغراء أى دولة بشراء نفطها، ثم إن الجيرة تعنى أن تكلفة نقل النفط قليلة جدا.

بكين أيضا اعترضت على القرارات الأمريكية، لكنها لم تطلق تصريحات عنترية، وهى تدرك جيدا قواعد اللعبة، ولا تريد أن تصطدم مع واشنطن فى هذا الملف الآن، خصوصا فى ظل الحرب التجارية والتكنولوجية الشاملة والمحتدمة بينهما هذه الأيام.

ما الذى يدفع أردوغان إلى التصعيد ضد أمريكا، إذا لم يكن واثقا من قدرة نظامه على الصمود؟!
قد يكون الأمر راجعا لتركيبته الشخصية، خصوصا أنه كرر نفس الموقف خلال احتجاز المبشر الانجيلى الأمريكى اندرو برانسون فى 7 أكتوبر 2016، بتهمة دعمه لفتح الله جولن. ظل أردوغان رافضا للمناشدات والمطالبات الأمريكية، بإطلاق شرح برانسون، قائلا إنه لا يتدخل فى عمل القضاء، لكن حينما كشر ترامب عن أنيابه، وشن حربا تجارية على تركيا ــ جعلت عملتها الليرة تترنح وتفقد أكثر من ٤٠٪ ــ فوجئنا بأن «القضاء المستقل» أطلق سراح برانسون، وسافر لبلاده فى 12 أكتوبر الماضى!!

فى السياسة لا توجد مستحيلات، والأمور يفترض أن تتم وفقا للمصالح، حتى لو تصادمت كثيرا مع المبادئ والمثاليات!
لكن السياسة الحكيمة هى التى تمنع الدول من إطلاق التصريحات العنترية، حتى لا تضطر لتغيير لهجتها، وقبول بكل ما كانت ترفضه.
أمريكا ما تزال أكبر قوة فى العالم اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا، وسياسيا. هى تتصرف بمنطق الفتوة، كما يفعل ترامب الآن مع كثيرين بمن فيهم حلفاء لبلاده.

ليس هناك شرعية دولية أو أخلاقية تعطيه الحق فيما يفعله، لكن مرة أخرى نحن هنا نتحدث عن السياسة وليس المبادئ.

ترامب هدد الجميع بالعقوبات، إذا لم يقاطعوا إيران. هناك دول تعرف موازين القوى، وحاجتها للولايات المتحدة، وبالتالى استجابت وقاطعت إيران، وهناك دول مثل تركيا رفضت وأصرت على التحدى، ثم تراجعت ورضخت، أمام القوة السافرة أو القاهرة!

ترامب شديد الوضوح، ولا يعرف الكلمات المنمقة، يهدد حلفاءه قبل أعدائه! لكن المشكلة فى نوعية قادة آخرين مثل أردوغان، الذى تقمص دور الفتوة، لكنه لم يكمل الطريق!

والسؤال: هل يظل مصرا على موقفه أمام التهديدات الأمريكية، ويستورد صواريخ إس ٤٠٠ الروسية، أم يتراجع كما حدث مع النفط الإيرانى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تخلى أردوغان عن إيران ونفطها لماذا تخلى أردوغان عن إيران ونفطها



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt