توقيت القاهرة المحلي 18:51:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرسي هوكينغ وأكاديمية زويل

  مصر اليوم -

كرسي هوكينغ وأكاديمية زويل

بقلم : طارق الشناوي

أين هي المتاحف التي من المفروض أن تُخلد أسماء عشرات من مبدعينا وعلمائنا الكبار، أخيراً أشارت جريدة «الشرق الأوسط» إلى أن مقتنيات عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ بلغت مبيعاتها في المزاد أكثر من مليوني دولار، وسوف ترصد من أجل دعم الجمعية التي تحمل اسمه، وأيضاً للمساهمة في علاج من يعانون المرض العصبي نفسه الذي عاش به، ورغم ذلك استطاع أن يواصل حياته وإنجازاته وتحول إلى أيقونة إنسانية وعلمية في العالم كله.

ما الذي فعلناه نحن مثلا لعالم بحجم د. أحمد زويل الذي غادرنا، بينما الصراع يشتد على الأكاديمية التي تحمل اسمه؟!
كنت قبل بضعة أشهر أشارك في الاحتفال بمئوية المخرج السويدي العالمي انجمار بيرجمان في جزيرة (فارو)، ووجدت كل التفاصيل الخاصة بهذا المخرج لا يزال يحتفظ بها. شاهدت البيت الذي كان يقطنه، حتى (الشخبطة) التي تركها على الجدران حافظوا عليها، والسينما الصغيرة التي كان يشاهد فيها الأفلام، حرصوا على أن يظل كرسيه المفضل والمخدة والمنضدة كما هي، كما أنهم كما تعود بيرجمان يوم عيد ميلاده، عرضوا في القاعة الفيلم الصامت المفضل له (السيرك) لشارلي شابلن، مثلما كان يفعل في حياته.

بينما متحف نجيب محفوظ يعاني على مدى 12 عاماً من صراع حاد على النفوذ بين أكثر من وزارة، بيت نجيب محفوظ المطل على نيل القاهرة، لم تفكر الدولة في اقتنائه ليتحول إلى متحف، حيث إن أديب نوبل يرنو كُثر من العالم لكي يشاهدوا منزله ويعايشوا طقوسه في الكتابة.
عندما رحل الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1991 طالبت وغيري بأن تشتري الدولة المنزل الذي كان يقيم فيه، ليتحول إلى متحف، ولم يتحرك أحد. والغريب في الأمر أن الكل يؤكد أن لدى عبد الوهاب العديد من الألحان بعضها غير مكتمل، تركها في الشقة، وحتى الآن لا يدري أحد أين هي. أرملة الموسيقار الكبير السيدة نهلة القدسي، رحلت قبل بضع سنوات ولم تترك شيئاً من تلك التسجيلات، ناهيك عن مخطوطات بخط يده سواء موسيقية أو غيرها.

وهو ما تكرر عام 75 بعد رحيل أم كلثوم، عندما لم تسارع الدولة بشراء فيلا أم كلثوم ثم باعها الورثة، وسارع المالك الجديد للفيلا التي كانت واحدة من معالم مصر فأحالها إلى فندق، وكل ما فعله أصحاب الفندق أنهم استبدلوا أرقام الغرف بأسماء أغانيها الشهيرة هذه تحمل اسم «أنساك» وتلك «يا ظالمني» والثالثة «بعيد عنك حياتي عذاب» والرابعة «أروح لمين». حالياً تحاول الدولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في قريتها (طماي الزهايرة) بعد أن عثرت على بيتها الريفي القديم، الذي حمل ذكريات أم كلثوم الطفلة، ولكن هل سيجدون البيت على حالته القديمة؟... ولا ننسى أن أم كلثوم ولدت في ذلك البيت قبل 120 عاماً.
كان الملحن والممثل عبد العظيم عبد الحق يحتفظ بعود استطاع اقتناءه من أحد ممن عاصروا الموسيقار الرائد المجدد سيد درويش، ورحل عبد الحق ورحل معه أيضاً عود سيد درويش.
ولا يستطيع أحد أن يطلب من الورثة أن يتبرعوا للدولة، ولكن على الدولة أن تدخل طرفاً وتشتري كل ما تبقى من هؤلاء الكبار، للحفاظ على الثروة القومية، فهؤلاء المبدعون هم بمثابة البنية التحتية لصناعة وجدان الشعوب، وكل ما تركوه من بصمات على الأرض ملك للأجيال القادمة.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرسي هوكينغ وأكاديمية زويل كرسي هوكينغ وأكاديمية زويل



GMT 11:40 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 07:57 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار.. على ظهر حمار!!

GMT 20:49 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

عبد الفتاح القصري مشوار حياة ومأساة

GMT 19:10 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحوَّلت مي عمر مِن مُخرجة لفنانة صف أوَّل؟

GMT 17:53 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

محمد ناير يكسب رهان "أبواب الشك"

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt