توقيت القاهرة المحلي 11:57:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من مرافئ الغربة

  مصر اليوم -

من مرافئ الغربة

بقلم: نعمات حمود

 شوق الشوق وتعب الجغرافيا

وكل نبضة في المهاجر كثيرا ما تكون وخزة من الألم والحنين والشوق ...أن تمارس إجترار 

الذكريات هو أكبر العذاب والألم ...وبرغم اختلاف أسباب التواجد في بلاد المغترب الإ اننا 

نتوحد جميعا في احساسنا بالغربة ...حب الوطن ...الشوق ...الحنين للشخوص والأمكنة .

احاسيس كثيرة تصاحبك تلبسك تماما ...الحذر والحيطة ...مخاوف كثيرة تراودك ..فأمان 

الأوطان لا يعوض ولا تعرف معناه الا وانت خارج الوطن ..عظمة هذه الكلمة تتجسد لديك 

يوم ان تغادر ارضك وتحط الرحال باخرى ...مهما توفر لديك من مال وامان وامن الا ان 

شيئا كبيرا يلازمك ، هم داخلي وشعور بانقباض هناك بعيدا  بعيدا  في اعماقك ..امان الوطن 

وراحة النفس التي لا تهدا من البحث وراء العديد من الانشغالات الحياتيه ...ايجار الشقة 

والعربة والضغوط الملازمة هم الاسرة ورسل لي واشتري لي  ...حساب الخطوات هو القلق 

الحقيقي للفتاة المغتربة الواعية بواجباتها المحافظة على عاداتها وتقاليدها ، الحساب والتحسب 

متلازمتان فانت في حالة من الهواجس والمخاوف حتى انك تفقد كثيرا من متعة الاشياء 

فالخوف يفسد اللحظات الجميلة ..

في الغربة الناس يثرثرون عبر الأسافير ويمجدون العوالم الافتراضية  التي تعتبر المتنفس 

الوحيد الرسمي والمعتمد ،وهو الوسيلة الوحيدة  التي تذهب وحشتهم وتربطهم ببعض ورغم 

الحاجة  للعلاقات الطيبة  الا انها مصابة بالهشاشة والترهلات والهلامية الشكلية وكثيرا ما 

تقلب عليها المصالح  والاهداف المغلفة ..فبمجرد ان يلتقيك احدهم سرعان ما يخرج (البزنس 

كارد ) ليمنحك مفتاح التعارف الهاتف والإيميل  والواتس اب ...الخ  وبالتاكيد سيكون هناك 

احد وسائل  الاتصال والتفعيل سريعا ..لتزخم الأسافير  بالمهاتفات  الليلية وهذا بالتأكيد 

تعويضا وبحث عن  الشئ  المفقود الذي نحسه بدواخلنا و لا ندركه،  انسان الوطن !! فبرغم 

تواجد العديد من الجنسيات وتوفر كل وسائل الترفيه والمتعة  الا ان الجميع يتحسس اهله وبني 

جنسه ،ففي الشوارع ومراكز التسوق عندما تلمح عيناك جلبابا سودانيا او ثوبا تردد في سرك 

بابتسامة عريضة (داك سوداني او سودانية )وان شعورا بالراحة يكسو ملامح دواخلك ،

فحقا ان الازمات في الغربة على كثرتها الا ان ازمة الانسان هي الاكبرفسرعان ماقد تجد كل  

مقومات الحياة من ماكل ومشرب وملبس الا ان الانسان ..الانسان الملائم لك  ولاحتياجاتك  

للانس والمؤانسة معه ...الانسان الصنو في الابعاد الفكرية والنفسية  هي الأزمة الحقيقية التي 

يعيشها انسان الغربة ...الغربة التي يعتبرها الكثيرون هي ستر وغطاء لكثير من العيوب 

والحوجة الا انها حقا تعري الانسان على حقيقته التي قد تفضحك كثيرا ..دون ان تعي ذلك  

فالكريم يتجلى والجبان واصحاب المروة وغيرها فانا اعتبرها  هي المقياس الحقيقي والمحك 

لاختبار معادن الناس واختبارنا  انفسنا بالتعرف لقدراتنا في استدراك كثير من الامور 

...وكثيرون  هم من يسقطون من اول محك و اول ازمة وكثيرا مانخدع في البعض ونتوهم 

فيهم الكثير ولكن عند اللفة تبين عتاقة الخيل فكم من سوداني مر بأزمة جعلته يحجب حتى 

السلام ورده لأبناء وطنه وكم من فتاة اختارت منزلا بعيدا مع اجناس اخرى هربا من بنات 

بلدها وكم من رجال تخاذلوا في مد يد العون لإخوانهم  وبالمقابل كم من رجل نصبته الظروف 

سفيرا لشعبه ووطنه وكم و كم وكم !!وتستمر غربتنا ونستمر نغني (غربتنا ما هنتنا يا حلوين 

وهناك الهم بدل واحد يبين همين )ونمارس انهزاماتنا وانكساراتنا وبعضنا يعود بخيباته ...

اااخ ياوطني العزيز كم احبك بكل تفاصيلك النادرة ليتك تحس بهذه النبضات المتسارعة كلما 

سجلت خيبة من خيبات ابنائك ...احبك كثيرا فبالله عليك بادلني المحبة ....

وخذة :

وشاح امي المثقل بوجع الاغتراب يمنحني الضوء والمحبة والسلام.

وعلى الود نلتقي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من مرافئ الغربة من مرافئ الغربة



GMT 15:22 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 11:37 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

البشر تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

GMT 12:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 16:19 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 12:09 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon