توقيت القاهرة المحلي 12:13:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سنصبحُ وثنيِّين

  مصر اليوم -

سنصبحُ وثنيِّين

ميسون عواملة

المتأملُ في أحوالِ الجيلِ التسعينيّ الجديد, سواء عبر صفحاتِ التّواصل الاجتماعي أو على مقاعد الدراسة الجامعية، وحتى في الأسواق المغلقة (المولات)،لابد سيدرك حجم التّحول الاجتماعي المنفرز من ابتعاد الوازع الأخلاقي بشكل كبير، رغم زيادة نسب من يرتدين الأثواب المحتشمة والحجاب، ومطلقي الذقون.  الملفت أن هذا التغييرَ المظهري المتزايد والذي يعكس تقربا من الله، كان لابد أن تظهر نتائجه المرجوة من خلال ظواهر صحية، كانخفاض العنف في الجامعات، ونسب التحرشات اللفظية في الأسواق، أو حتى ظهور فئة من هذا الجيل تنال الجوائزِ العالمية في الحقول العلمية والأدبية،لكن حقيقة ما نراه هو تشرذمٌ في المرجعيات والمباديء، وانحدارٌ في الأخلاق الأصيلة والاهتمام بالآخر والمجتمع، ليحل محلها شعورٌ أعلى بأهمية الذاتِ ولو على حساب الآخر. إنّ مثلَ هذا التحول قد تُعزى أسبابهُ  إلى عدم التواصل الإجتماعي الجيد بين الآباء والأبناء، إذ يحل الصديق الإلكتروني ورفيق المدرسة والجامعة في المراتب الأولى،كما أن تردي الأوضاع الإقتصادية في البلاد حتّمت على رب الأسرة زيادة ساعات عمله، أو ربما الأم كذلك، فتتواصل العائلة عبر الهاتف –صوتياً- لقلة الوقت، أو من خلال الرسائل الإلكترونية، والتي لا تغني عن نظرة عين بعين وسؤال عن الحال لا يتعدى الدقائق.  أصبح هذا الجيلُ يفضِّل الصمت لجهله بالتواصل الصحيح ولركاكةِ لغته التائهةِ بين الأخطاء عبر الصفحات الإلكترونية،يرتدي ما يراه موضة ولائقاً بالصور التي سيتفاخر بها على صفحته الاجتماعية، يتسكع في الأسواق باحثاً عن علاقة حب عابرة، تعويضاً عن غياب الأهل وإثباتاَ لحبِّ الذات، وبعد هذا كله!. كيف ننفي كلام من يقول: أننا نعود للخلف، وبأننا قريباَ سنصبح وثنيّين!  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنصبحُ وثنيِّين سنصبحُ وثنيِّين



GMT 15:22 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 11:37 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

البشر تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

GMT 12:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 16:19 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 12:09 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon