توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

حضرَ الشيخُ ولم يحضرْ القدوةُ

  مصر اليوم -

حضرَ الشيخُ ولم يحضرْ القدوةُ

جيلاني العبدلي
الذين يرتادون المنابر الدينية ويتابعون البرامج الإعلامية، يمكنهم بسهولة ملاحظةُ العددِ الضخمِ من الشيوخ الذين يتصدّرون المجالس المختلفة، سواء كانوا متحاورين متناظرين أو كانوا مفسّرين معلّمين وناصحين موجّهين.. وعلى أهمية الدور الحيوي الذي يلعبه هؤلاء الشيوخُ في نشر الثقافة الإسلامية وفي إشاعة التعاليم الدينية وفي تربيّة الناس على القيم الفاضلة والأخلاق الكريمة، فإنّ رسالتهم التي ارتضوها لأنفسهم قد اتخذتْ طابعا نظريا تنظيريا، واكتستْ علاقاتهم بالناس بُعدا افتراضيا تراسُليا، بحيثُ لم يترجموا أقوالهَم بين الناس إلى أفعالهم، ولم يَقرِنوا في حضرتهم سلوكَهم بخطاباتهم، ولم يمشوا في الواقع على رؤوس الأشهاد بأخلاقهم، ولم يجسّدوا في عيون الملإ القدوةَ الفاضلةَ الواجبَ اتباعُها والنموذجَ الحسنَ المفروضَ تقليدُه والنسجُ على منواله.. هؤلاء الشيوخ بقدر ما تقلّبوا في المجالس والمنابر والمحافل، وبقدر ما تفنّنوا في التفسير والتحليل والاستنتاج، بقدر ما اغتربوا عن النّاس، وانقطعوا عنهم، وارتهنوا للخطابة والمناظرة، وتركوا في الواقع فراغا هائلا لم يُتِحْ إمكانياتِ تقويم الأعمال وتعديل السلوك، بالنظر إلى ما يكون من قدوات حسنة تمشي بين الناس وأمثلةٍ مميزةٍ يَصدقُ فعلُها قولَها، وتكونُ معيارا يقيس به ومن خلاله الفردُ مدى تحلّيه بالخلق الحميد ودرجةَ ترقّيه في سلّم الفضيلة ومستوى ابتعاده عن الشرور ومهاوي الرذيلة.. إنّ القدوة الحسنة لَتمثّلُ مكانة هامة في حياة الناس، وإنّ لها لَوقْعا خاصّا في نفوسهم، ذلك أنها تقدّمُ لهم صورة نموذجية لما يجب أن يكون عليه الأفرادُ من تطبيق جيّد للتعاليم والقيم والمبادئ السامية، وتشدُّ اهتمامَهم وعقولهم، وتفرضُ احترامَهم وانقيادَهم للضوابط السليمة والمعايير القويمة، وتكونُ بمثابة المحرار الذي يمكّنهم من مقارنة أنفسهم بغيرهم ومعرفة أيّهم أفضل وأهدى وتبيّنُ حدودَ تميّزهم وتمايزهم في مكارم الأخلاق بالقياس إلى الأسوة الحسنة بينهم التي تعايشهم وتشاركهم همومَهم ومشاغلَهم وتعاملهم بحسن الخلق وطيبة النفس ودفء المعشر.. وإذا كانتْ مجتمعاتُنا في حاجة إلى شيوخ باعتبارهم ملقّنين ومفسّرين ومعلّمين وناصحين وموجّهين بخطاباتهم المؤثّرة وكتاباتهم المتعدّدة، فإنّ الحاجة لَتبْدُو أشدَّ إلى قدوات حسنة تترجمُ الأقوال إلى أفعال، وتقدّمُ للناس أمثلة تطبيقية لما يجبُ أن يكون عليه السلوكُ القويم والفعلُ الحكيمُ. ويا حبّذا لو يُعيد الشيوخ توزيعَ جهودهم وتنظيمَ أوقاتهم، بما يتركُ لهم المجالَ مُتاحا للنزول إلى الميدان، والسير بين الناس في الأسواق والمسارح والمقاهي والمراكز، حتّى يكونوا الأسوةَ الحسنةَ التي جسّدها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وصحابتُه الأكارم. وبالإجمال يمكنُ القولُ أنّه قد آن الأوان للمرور من القول إلى الفعل، ومن التنظير إلى الاختبار، لتقديم الدليل والمثال، وجعل السّلوك مرآةً للمسلم وعلامةً دالة عليه وعلى دينه قبل كلامه وسجاله، أما الخطبُ والمناظراتُ وحدها فهي على أهميتها، ستظلّ في غياب التطبيق المثالي محدودةَ الأثر، لأنّ الكلام الجميل وحده لا يثمرُ ولا يزهرُ، وبالتالي سيبقى الناس في تخبطهم يسيرون في الواقع بلا بوصلات تضبط وجهاتهم السليمة، وتُساعدهم على الترقّي في سلّم الفضيلة. فهلْ يُعيد شيوخُنا الأفاضلُ النظرَ في ما قدّموا للناس، وفي ما لم يقدّموا؟ وهل يأتي يومٌ نراهم فيه بيننا يمشون فينا بما حدّثوا فيكونون رسُلا فينا بأقوالهم وأفعالهم، ويصبحون أسوةً بيننا تنتزعُ منّا توقيرَنا لهم وتفرضُ اقتداءَنا بهم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حضرَ الشيخُ ولم يحضرْ القدوةُ حضرَ الشيخُ ولم يحضرْ القدوةُ



GMT 08:51 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

يقولون : في الليل تنمو بذرة النسيان..

GMT 15:32 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 15:22 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 11:37 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

البشر تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

GMT 12:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 16:19 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt