توقيت القاهرة المحلي 07:02:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبي حقًا

  مصر اليوم -

أبي حقًا

بقلم - حيدر حسين سويري

كُلنا يطلقُ على الرجل الذي جاء بهِ إلى عالم الدنيا اسم الأب، ونناديه بـ"أبي"، لكن الحقيقة تخبرنا بغير ذلك، فإن أبانا الحق هو الذي يُخرجنا من الدنيا إلى الحياة الحقة...
   يقول أحد الحكماء " أبي ليس الذي جاء بي إلى الدنيا، إنما أبي الذي أخرجني من الظلمات إلى النور، الذي هداني وأرشدني، وأخذ بيدي نحو العلم والفضيلة، ذلك معلمي فهو أبي حقًا "

وقد أطلقوا على المعلم في العصور الإسلامية لقب "المؤدب" كما جاء عن رسول الله "ص"، "أدبني ربي فأحسن تأديبي" كذلك قوله"ص"، "إن الله وملائكتهُ وأهل السموات والأرض، حتى النمل في جحرها، وحتى الحوت في جوف البحر، ليصلون على معلم الناس الخير"...

فالمعلمون صناع الحياة وقادة الشعوب، والعالمُ وما تطور، وتشكل وتصور، سواءً أمتد أو تكور، هو من صنعهم، وصنع أياديهم، بما مَنَّ الله عليهم بهذه الصفة...

كما قال الشاعر:
لولا المعلمُ ما قرأتُ كتابًا.....ولم تستطع كَتبَ الحروفِ يراعي
فبفضلهِ جِزتُ الفضاءَ مُحلقًا.....وبعلمهِ شق الظلام شعاعي
 
   نعم هذا هو المعلم والمربي، فلولاهُ ما وصل العالم البشري إلى ما وصل إليهِ، من هذا التحضر والتطور والرفاه، ولا ركب بحرًا ولا طار في سماء، ولا سُنت القوانين ولا شُرعت التشريعات، ولولاه لم يعرف الناس الحقوق والواجبات، ولم يفرقوا بين الحق والباطل، ولولاه لما سقط الجبابرة وأنتصف المظلوم، فالكلمة صنعت حياة، والمعلم هو صانع الكلمة...
   قف شامخًا في عيدكَ أيها المعلمُ المِعطاء، كطودٍ شامخٍ تشرئبُ لهُ الأعناق، فتطمحُ للوصول إليهِ، قف شامخاً تتضائل أمامك النفوسُ المريضة والحاسدة، تعلنُ إفلاسها في محاربتك، وفشلها في محاولة النيل منك، أيها الأب والمربي الفاضل.

قبل أيام قامت نقابة المعلمين بتظاهرة سلمية أمام وزراة المال، للمطالبة بحقهم المشروع من الترفيعات والعلاوات السنوية، فتعسًا لمن أوصل المعلم لهذا الحال، وتعسًا لدولةٍ أصبح يقودها من لا يعرف قيمة المعلم، بل قد يكون من الحاقدين عليهِ...

بقي شئ...
إلى تلاميذي الأعزاء أقول: كنا تلاميذًا وكانوا معلمون وأصبحنا معلمون وصرتم تلاميذ، وستصبحون معلمون ويكونون لكم تلاميذ، وهكذا هي الرسالات تنتقل من جيلٍ إلى جيل، فكونوا خير خلفٍ لخيرِ سلف، كما كنا وكان معلمونا...
أخيرًا نبارك لكم ولنا ولهم هذا اليوم المبارك، رحم الله معلمينا الماضين وحفظ الباقين منهم وبارك لنا فيكم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبي حقًا أبي حقًا



GMT 20:50 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هذا ما أراده سلطان

GMT 10:58 2018 الأحد ,29 تموز / يوليو

في نسف الثّقافة..

GMT 13:22 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

بناء الانسان المصري

GMT 10:39 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يقول بابا نويل للطفل؟

GMT 16:16 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

​يا ملايكة الشّعر

إطلالات مريحة للأميرة رجوة تناسب مراحل الحمل

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:05 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«تلايا الليل» تضيء مسرح المجمع الثقافي

GMT 09:21 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضيركيك الأكلير بالشوكولاتة

GMT 12:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

إيمري يرفض التفريط في هدف سان جيرمان

GMT 10:35 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ديكورات مطابخ عصرية باستخدام الخشب مع اللون الأسود

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تدرس استخدام "الثلج الناري" لحلّ أزمة الطاقة

GMT 16:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يؤكّد أن إجراءات التحقيق مع "تشيلسي" مازالت مُستمرة

GMT 09:44 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

"فولكس واغن" تجذب الأنظار بسيارتها "آرتون"

GMT 08:47 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

"كيا سورينتو" ترفع شعار "التغييرات المتواضعة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon