توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حزب الوفد "الديمقراطي"

  مصر اليوم -

حزب الوفد الديمقراطي

بقلم - مينا سامي

في مشهد يكاد يكون مفهومًا للجميع؛ الغريب قبل القريب، حاول حزب الوفد المصري إنقاذ صورة الدولة أمام العالم بسبب المخاوف من فشل الانتخابات الرئاسية وإجراء الانتخابات في هيئة استفتاء على شعبية الرئيس السيسي، بما كان يمثل "ردة حقيقية على الديمقراطية"، فأبى الحزب وقرر الدفع بمرشح رئاسي لـ"حماية الديمقراطية في مصر".

وتقدم السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، رسميًا بطلب لإجراء الكشف الطبي تمهيدًا للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفتحت المجالس الطبية المتخصصة أبوابها اليوم الجمعة؛ في اليوم الأخير لتقديم طلبات إجراء الكشف الطبي.

المثير للدهشة، والذي غفل الحزب عن مداواته بتلك المسرحية الهزلية، أنه – كحزب عريق وذو تاريخ كبير- لم يفكر مطلقًا في الدفع بمرشح رئاسي منذ خاض نعمان جمعة الانتخابات الرئاسية في 2005 أمام الرئيس الأسبق حسني مبارك.. حتى في هذه الانتخابات – التي نحن بصددها- لم يفكر أو يقرر أو يعلن حتى أنه ينوي ترشيح أي من أعضاءه للانتخابات، بل الأدهى من ذلك أنه لم يحدد حتى مساء الخميس مرشحه الذي قرر الدفع به.. والأغرب من ذلك كله أن الحزب أعلن تأييده رسميًا للرئيس السيسي، بل وشارك نوابه في جمع التوكيلات له.
أعلم جيدًا، ويعلم جميع الشعب المصري مثلي، أن هذا الموقف جاء لحفظ ماء وجه الدولة المصرية أمام الخارج، بعد أن أعلن خالد علي عدم استمراره في السباق الرئاسي، على خلفية توقيف الفريق سامي عنان وإحالته للتحقيق أمام الجهات الخاصة بالقوات المسلحة، وإعلان محمد أنور السادات من قبلهما تراجعه عن خوض غمار المنافسة أيضًا، حتى ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي المرشح الوحيد في الانتخابات.

ولكن حزب الوفد تدخل لحل الأزمة بطريقة لا يريدها الشعب المصري- الذي يعلم جيدًا أن هذا الموقف لا يثمن ولا يغني من جوع بالنسبة له- فالحزب العريق صاحب التاريخ الطويل، أحفاد الزعيم سعد زغلول ومصطفى النحّاس باشا ومكرم عبيد وغيرهم من عظماء الساسة المصريين، لم يكن ليُزج به في موقف كهذا يثير علامات الاستفهام حوله، بل ويجعل المصريين يترحمون على عظماء السياسة المصرية الذين طالما تولوا الأغلبية النيابية في مصر وشكّلوا الحكومة المصرية مرارًا وتكرارًا في الفترة بين ثورتي 1919 و1952.

من المعروف أن حزب الوفد يعاني حاليًا تضاؤل تأثيره السياسي في الشارع المصري؛ بل وتأثيره في الحياة السياسية المصرية بشكل عام، وهذا يبدو جلياً في كل انتخابات برلمانية تتم، إذ لم يحصل الحزب على أغلبية أو معارضة منذ عشرات السني؛ ففي أيام مبارك كان الإخوان و"التجمع" الضئيل يحصلون على قيادة الأغلبية المعارضة في البرلمان بعد الحزب الوطني.. وبعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، أصبحت الغلبة للإخوان ممثلين في حزب الحرية والعدالة ومن خلفهم حزب النور السلفي، والآن يمثل حزب المصريين الأحرار الأكثرية البرلمانية- وليست الأغلبية- ومن خلفه حزب مستقبل وطن.. بينما يحل الوفد ثالثاً.

موقع حزب الوفد الحالي سواء في الحياة السياسية أو الشارع المصري لا يؤهله لطرح مرشح عنه لانتخابات الرئاسة المصرية، بل وبشكل مفاجئ لإنقاذ صورة مصر.. وهذا المرشح وهو السيد البدوي رئيس الحزب توجه فورًا لطلب الكشف الطبي عليه في آخر أيام التقدم بطلب الكشف الطبي، فضلاً عن أنه لم يجمع توكيلاته اللازمة حتى الآن، بما لا يدع مجالاً للشك بأننا أمام "مسرحية هزلية" جاء بطلها هذه المرة حزب الوفد العريق، وشارك فيها أحفاد الزعيم سعد زغلول .. لنعود مرة أخرى لما كنا عليه من قبل، وتتحقق مقولة سعد زغلول الخالدة "مفيش فايدة".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الوفد الديمقراطي حزب الوفد الديمقراطي



GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 14:46 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

قصور رقابي

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon