الإعلامية هدى شديد

لك أن تتخيلي أنك عروس في الشهر الخامس من زواجك، فيأتي المرض اللعين ليخطف منك زوجك، هذا ما حصل مع الإعلامية في المؤسسة اللبنانية للإرسال هدى شديد.

كان العمل هو الوسيلة الوحيدة لكي تنسى هدى أحزانها، وربما أحزان أخرى لم تفصح عنها، في كتابها "ليس بالدواء وحده"، الذي روت في طياته صراعها مع سرطان الجهاز الهضمي.

يحرضك الكتاب على التمسك بالصحة، والشكر بأن أعطاك الله نعمة الحياة دون أن يصيبك مرض عضال، لم تكن حالة هدى بالهينة، فقد كانت إصابتها من الدرجة الثالثة، ورفضت في البداية أن تعالج من المرض، وكادت أن تستسلم له، لكنها تروي في الكتاب كيف أن الله أرسل من يقف إلى جانبها ويعطيها القوة من أجل أن تستمر في الصراع حتى الانتصار على المرض.

 أجمل ما فعلته هدى شديد أنها وثقت يومياتها خلال فترة العلاج، حتى تخرج علينا في النهاية بكتاب لا يمكنك أن تبدأ بقرائته وتتركه حتى تنتهي منه، عندما علم الشيخ بيار الضاهر بمرضها رفض استسلامها وحثها على المقاومة، في الوقت الذي كانت تشعر من خلاله بأن الله ربما قد تخلى عنها فهي المؤمنة غير الممارسة، وجدت في كل من وقف إلى جانبها رسالة من الله لها بأنك لست لوحدك، وأنا معك.
 
بدات رحلة علاجها تحت إشراف الدكتور طوني شاهين، وفي تلك الأيام الصعبة لم تجد هدى سوى القلم لتسطر به رحلتها مع المرض اللعين، بعد سنة ونصف انتصرت على السرطان، وعادت إلى لبنان لتمارس عملها من جديد، هي التي كانت تظن أن الكتاب سوف يصدر بعد موتها، وإذ بها توقعه في معرض الكتاب في دورته الحالية.

كتاب لا بد لك أن تقرأه لتتعلم أن تعيش حياتك يوما بيوم ، فهدى تخضع كل ثلاثة أشهر لفحص دوري، وهي الآن بعد عام ونصف العام ما زالت بألف خير، "ليس بالدواء وحده" بارقة أمل لكل مريض ضاقت به السبل.