صدرت مجلة الدوحة الثقافية، لعدد شهر أكتوبر الكتاب الرابع من سلسلة عبقريّات عبّاس محمود العقّاد، ليتسنى لهم الإحاطة بنظرة العقاد إلى شخصيّات فذّة طبعت تاريخنا العربى والإسلامى ببصمة لا تُمحى.فبعد “عبقريّة عمر” و”عبقريّة الصديق” و”عبقريّة خالد”، يجيء كتاب “عبقريّة محمَّد” ليتوّج هذه السلسلة. يوضــّح الـعـقـّاد فى مسـتـهـلّ كــتـابـه هـذا، الـدافــع إليــه، فيذكر: "كتبناه ونحن نسنحضر فى الذهن تبرئة المقام المحمّدى من تلك الأقاويل التى يلغط بها الأغرار والجهلاء عن حذلقة أو سوء نيّة"، وليس الاستشهاد بكلام العقّاد إلا سبيلنا للإشارة صوب ضرورة الكتابة عن الإسلام ورسوله، لإيضاح الصور الغائمة عنهما، ولتبديد الصورة “القاتمة” التى يصدّرها الغرب عنهما فى كلّ حين. ويكتسب الكتاب أهميّةً مضاعفة، بسبب أنّ كاتبه أديبٌ رفيعٌ، الأمرُ الذى أتاح للعقاد تناول جوانب متعدّدة لشخصيّة النبى ﷺ، تضيء استثنائيتها، وتبيّن –كما جاء فى مقدّمة الدكتور خالد غزال- عبقريّة الرسول الكريم الممتزجة بتواضعه وبخلقه الكريم. وليس أدلّ على ذلك ممّا قالته زوجه عائشة-رضى الله عنها-:"ما كان الرسول ليسرد كسردكم هذا، ولكن كان يتكلَّم بكلامٍ بيِّنٍ فصلٍ، يحفظه من جلس إليه"