صدر حديثًا عن دار للنشر، مجموعة قصصية بعنوان "جرجس وحواديت أخرى"، للكاتب مصطفى جمال هاشم، والمجموعة محاولة للتقرب من عالم صعاليك المحروسة ودراويشها الليليين، لفهم حالة اللامنطق فى تقبل البعض للقمع والاستبداد لعلاقة متشابكة بين مسلمى ومسيحيى هذا الوطن. عن هذا التناقض المريع الذى نعانيه وسندفع ثمنه قريباً جداً، كما يرى الكاتب فى ستة قصص مختلفة وهى ( الصعاليك، توجس وانعكاس، الزنزانة، ذاكرة على حافة النسيان، مدينة السجائر، جرجس) يحاول أن يلمس بعضاً من حالات إنسانية تعيش حولنا ولا نشعر بها، أشخاص قد تراهم بجانبك فى مطعم شعبى يتابعون بشغف العجينة الخضراء وهى تلقى فى إناء الزيت توطئة لتحويلها إلى فلافل، أو ربما تجدهم خلفك ينتظرون مصيرهم فى أحد طوابير الخبز التى تتلوى إلى ما لانهاية. . بل من الممكن أن تقابل أحدهم عند ذات البائع لشراء بعض من لفائف التبغ.  و فى "حواديت أطول مما تظن" وكمحاولة لإبراز فن القصة القصيرة جداً يرصد فى كلمات قليلة شذرات من حالة الازدواجية التى تعانيها المحروسة، ومنها "دائماً ما كان يرفع لافتة (مسلم ومسيحى إيد واحدة) فى التظاهرات التى أعقبت الثورة، وحينما سألوه: هل تقبل برئيس جمهورية مسيحى، تردد كثيراً قبل أن يرد". جرجس وحواديت أخرى، توليفة من شخصيات تقطن ذات الكوكب، إنهم بالتأكيد حولنا وقد نكون نحن جزءا منهم أو يكونوا هم جزء منا.