نيابة شرق القاهرة

ظلَّ لغز مقتل السائق جمال إسماعيل، 60 عامًا بمنطقة المرج، لغزًا لما يقرب من عامين، حتى نجحت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار إسلام الجوهري، وبإشراف المستشار إبراهيم صالح، المحامي العام الأول، في اكتشاف مرتكبي الجريمة.

في منتصف ليل 12 يناير/كانون الثاني 2016، عثر عدد من الأهالي على جثة "جمال" ملقاة أمام منزل طليقته، فأبلغوا قسم شرطة المرج، وتحرر المحضر رقم 2249 عن الواقعة، وإحالته لنيابة المرج الجزئية للتحقيق، التي فشلت في التوصل لهوية مرتكبي الحادث، وكذلك تحريات المباحث، ومن ثمَّ أحيلت القضية للنيابة الكلية التي فتحت تحقيقات موسعة لفك لغز الحادث. 

وبدأ مصطفى مخلوف، وكيل نيابة الحوادث، الاطلاع على أوراق القضية، وكان الوصول إلى سبب تواجد المجني عليه حيث قُتل هو البداية لحل لغز الجريمة، فتبين أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة أمام منزل طليقته وابنته منها، فأمر باستدعائهما، ولكن أنكرت "سهام. ر" طليقة المجني عليه أمام المحقق معرفتها بأسباب تواجده أمام منزلها، وكذلك ابنته، وبإعادة مناقشة الأولى، اعترفت أنها انفصلت عن زوجها (الضحية وتزوج عليها من أخرى قبل سنتين، مضيفة "نسيني أنا وبنته، ومكنش بيصرف علينا، وفلوسه رايحة على مراته الثانية"، ولذا خططت للانتقام منه. 

وقالت "بسمة" 22 عامًا، ابنة المجني عليه في التحقيقات إنه نشبت خلافات كثيرة بينهما وبين والدها بعد رفضه الإنفاق عليها، وخططت مع والدتها للقضاء عليه، ويوم الحادث استدرجته الأم باتصال هاتفي بأنها تريده في أمر هام، وعند وصوله كان منفذو الحادث في انتظاره. 

وتشير التحقيقات إلى أن الابنة ارتبطت بعلاقة مع أحد أمناء الشرطة (مجهول) وأقنعته برفقة والدتها بقتل والدها مقابل 1000 جنيه، فستأجر الأخير اثنين من البلطجية وترصدوا له أسفل منزل المتهمتين، واعتدوا عليه بآلة حادة تسببت في مقتله، أما تقرير الطب الشرعي، فذكر أن المجني عليه أصيب في الرأس وكسر في الجمجمة ونزيف بالمخ، الذي أودى بحياته، وقررت نيابة شرق القاهرة الكلية، سجن طليقة الضحية وابنته 15 يومًا على ذمة التحقيقات في الواقعة، وأمرت بضبط الهاربين، كما أخلت سبيل 3 من أبناء الضحية بعد ثبوت عدم تورطهم بالحادث.