وقّع مسؤولون بيئيون في كندا والمكسيك والولايات المتحدة، خطة عمل تهدف إلى رفع مستوى المعايير البيئية في قطاع النقل، واتخاذ إجراءات للتصدي لتغير المناخ وتحسين نوعية الهواء، خرج بها اجتماع لجنة التعاون البيئي، وهي تحالف قاري يعود تاريخ التعاون فيه إلى نحو 20 سنة. وأعلنت اللجنة في البيان الوزاري بعد اجتماع استغرق يومين في لوس كابوس في المكسيك، «مبادرات جديدة لخفض الانبعاثات الناتجة من الشاحنات والحافلات ووسائل النقل البحري، خصوصاً على حدودنا وعلى امتداد سواحلنا». وأشار إلى أن إحدى المبادرات «ستقوّم انبعاثات السيارات الناتجة عند نقاط التفتيش الحدودية خلال انتقال السائقين بين الدول، وتطوير خيارات للحد من التلوث الناجم عن هذا المصدر». وتحدثت عن مشروع آخر «سيحدد الطرق اللازمة لتسريع تبني تكنولوجيات أكثر نظافة في قطاعات صناعة الحافلات وشاحنات النقل الثقيلة». وأوضح وزير البيئة الكندي بيتر كنت، أن «معايير كفاءة الوقود في بلاده وفي الولايات المتحدة، ترمي إلى تحقيق هدف مشترك لتصنيع السيارات الجديدة». ولفت إلى أن «السيارة التي ستُباع عام 2025 والمصنوعة وفق المعايير الجديدة ستنتج نصف كمية الانبعاثات وتستهلك نصف كمية الوقود مقارنة بسيارات اليوم». ورأى كنت، أن المستهلكين والحركة الساعية إلى الحد من الانبعاثات «سيســتفيدون بدرجة أكبر من وجود معيار أقوى، ويشكل هدف وضع معايير تنظيمية مشتركة في أنحاء القارة أمراً منطقياً بيئياً واقتصادياً». واعتبر القائم بأعمال مدير وكالة حماية البيئة الأميركية بوب بيرسياسبي، أن «الفوائد الصحية من وجود هواء أكثر نظافة تشكل سبباً وجيهاً لوضع معايير موحدة للانبعاثات التي تسبّبها السيارات في أميركا الشمالية». وأكد خلال الحوار الإلكتروني عبر الإنترنت، أن «ملايين الناس في البلدان الثلاثة سيستفيدون كثيراً من خلال تحسين الصحة العامة، بما في ذلك خفض حالات الإصابة بالربو بين الأطفال، وخفض الوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية». يُذكر أن لجنة التعاون البيئي تعمل منذ عام 2011 على تنفيذ مشروع لتحسين كفاءة استخدام الطاقة والبيئة، في سلسلة إمدادات صناعة السيارات في أميركا الشمالية. وتتمثل أهداف هذا المشروع باستخدام معدل أعلى من المواد المعاد تدويرها، وخفض الانبعاثات واستهلاك الوقود. وتؤمّن العلاقات الاقتصادية القوية بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة، أساساً لبناء إطار عمل للممارسات الأكثر استدامة. وتتقاسم الولايات المتحدة وكندا سوق الطاقة الأكثر تكاملاً في العالم، نظراً إلى تدفق كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، والكهرباء عبر حدودهما. ويدعو اتفاق لوس كابوس أيضاً إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لوضع نهج مشترك لأميركا الشمالية، لمراقبة الانبعاثات من السفن. وأكدت لجنة التعاون البيئي، رغبتها في تقديم مزيد من الدعم لجهود الحد من انبعاثات الكربون من المصادر المتنوعة، وجمع البيانات المتعلقة بالملوّثات وتعزيز إنشاء المباني الخضراء وتبادلها.