شركة "غوغل"

أطلقت رئيس سابق في شركة "غوغل" هجوما على الشركة إذ ادّعت أنّ عملاقة التكنولوجيا مخادعون، وقالت جيسيكا باول إنها سئمت من الدفاع عن الشركة، وأضافت: "هذه صناعة تأخذ نفسها على محمل الجد، ومسؤوليتها الخاصة لكنها ليست بالجدية الكافية".

وقالت جيسيكا باول: "أريد من وادي السيليكون أن ينهي هذا الخداع وأن يؤول إلى الواقع الذي نخلقه، أو أن نرقى إلى مستوى الرؤية التي نسوقها للعالم كل يوم، لأنه إذا كنت تخبر الأشخاص بأنك المنقذ فمن الأفضل أن تكون مستعدا للاحتفاظ بمستوى أعلى"، وأطلقت الآنسة باول، البالغة من العمر 40 عاما، نقدها الشديد في مقال ورواية ساخرة نُشرت هذا الأسبوع، والتي ترسم صورة دامغة لثقافة وادي السيليكون، وأضافت: "إننا نقول إننا نبني هذه الأشياء المدهشة ونفعل أشياء عظيمة للعالم، لكننا أيضا نتسبب في الكثير من المشاكل الخطيرة".

ويعدّ اعتداؤها القوي هو الأوّل مِن نوعه الذي يأتي من شخص كبير جدا في شركة "غوغل"، وواحد من القلة القليلة القادمة من وادي السيليكون حيث يحتفظ التنفيذيون هناك بقانون السرية، وقالت الصحافية السابقة إنها كانت أغريت بنشر روايتها The Big Disruptionتحت اسم مستعار لكنها شعرت بالتزامها بكسر الصمت.

وقالت باول: "في الوقت الذي تخضع فيه التكنولوجيا للتدقيق في عدد من القضايا، من المهم أن يقوم أولئك الذين منا بالتحدث علنا دون أقنعة"، وأثنى مقالها على الأشخاص الموهوبين الذين عملت معهم في "غوغل" وبعض المنتجات التي بنتها، لكن بعد أكثر من عام من مغادرتها، تنتقد الآنسة باول من شركات التكنولوجيا الكبرى.

واتهمت باول "غوغل" باستخدام الحجم الكبير لمنصاتهم كذريعة لعدم حل المشاكل، وانتقدت "غوغل" على نطاق واسع بسبب سماحه للجهاديين والمتطرفين من اليمين المتطرف وغيرهم من الدعاة المكروهين بنشر المحتوى على منصة الفيديو الخاصة بهم على YouTube.

في بعض الحالات، تم توجيه النقد من المعلنين إلى المتطرفين الذين ينشرون مقاطع الفيديو، لكن الشركة أخبرت أعضاء البرلمان مرارا وتكرارا أنها لا تستطيع إيقاف المحتوى بسبب الحجم الهائل لمقاطع الفيديو التي يتم تحميلها على YouTube. كانت الآنسة باول مسؤولة عن رد الشركة على الانتقادات، حيث كانت مسؤولة مباشرة أمام الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل" ساندر بيتشاي.

وفاجأ قرارها بالاستقالة في أغسطس/ آب من العام الماضي الكثير من العاملين في هذه الصناعة. في ذلك الوقت، ادّعت الآنسة باول أنها ستُغادر للعودة إلى الجامعة لدراسة الكتابة الإبداعية. ومع ذلك، ففي مقالها الذي تم نشره مجانا عبر موقع الإنترنت، اعترفت بأنها بحاجة إلى "أخذ استراحة من القضايا التي تعبت من الدفاع عنها"، كما وجهت الآنسة باول انتقاداتها إلى موقعي "أمازون" و"فيسبوك".