أسود أفريقيا تُواجه الانقراض

يبحث فريق مكافحة الصيد غير الشرعي بعناية عبر المناظر الطبيعية لمنتزه ليمبوبو الوطني في موزمبيق، وبينما تتوافد أعداد من أفراس النهر وتظهر التماسيح وهي تتشمس وتظهر القردة وهي تصيح وتصرخ، لا يرى الفريق أي أسود، ويبدو أن أحد أفراد الفريق ويدعى كريس إيفرت مسرورا والذي يعمل لدى منظمة بانترا وهي منظمة عالمية للحفاظ على القطط البرية، إذ شاهد أحد الأسود على طول نهر Machampane، ولدى كريس سبب لسعادته البالغة حيث تم تسميم الأسود عمدا لثلاث مرات منذ العام 2015 في المنتزه، وتوفيت تسعة أسود، وقطعت وجوهها ومخالبها من قبل الصيادين، وأصبح عدد أسود منتزه ليمبوبو في حالة من السقوط ومهددا بالانقراض.

وتعدّ هجمات الصيد غير المشروع خطرا جديدا مروعا على الأسود التي كانت تتعرض بالفعل لتهديد خطير في جميع أنحاء أفريقيا من تدمير موطنها واصطياد فرائسهم التي يتغذون عليها من حيوانات الأدغال، إذ يوجد الآن على سبيل المثال عدد أقل من الأسود المتبقية وأقل من الفيلة، يقول إيفرت إن "الصيد غير المشروع له القدرة على أن يكون ضارا بشكل لا يُصدق بالأسود البرية وهذا تحدّ كبير".

ويوضّح كريس "لقد حدث ذلك بسرعة كبيرة في موزامبيق، ويمكن أن يحدث بسرعة كبيرة في باقي أفريقيا"، وتم الإبلاغ بالفعل عن صيد أسود من زيمبابوي وجنوب أفريقيا وتنزانيا وأوغندا، ويضيف: "يمكن أن ينتهي بنا الأمر إلى المكان الوحيد المتبقي به عدد من الأسود البرية في أفريقيا وهو منتزه كروغر الوطني"، وهو ملاذ محمي جيدا عبر الحدود في جنوب أفريقيا، وتعد مشكلة الصيد غير المشروع مثيرة للقلق بشكل كبير لأنها أسهل بكثير في عملية صيد الأسود أكثر من الفيلة أو وحيد القرن، فالصيّادون لا يحتاجون سوى إلى فخ من حيوانات الظباء مع تسميم جثتها بالمبيدات الحشرية والانتظار.

وتوقّف إيفرت في طريق العودة لمشاهدة النسور الأفريقية التي تدور على مسافة مئات الأمتار والتي تشير إلى مقتل حيوان مفترس، وربما أسود يخطو، وذهب إيفرت إلى هناك لكنه لم يجد أي أسود.

وتحطّمت أعداد أسود منتزه ليمبوبو من 66 إلى 21 في 5 أعوام فقط، هذا وفقا إلى بيانات المسح التي سينشر قريبا من قبل إيفرت، واستنادا إلى بعض البيانات كان يجب أن تدعم المنطقة ما يصل إلى 200 أسد، ويوضح "لقد برز الصيد الجائر على مدار الأعوام القليلة الماضية ليكون التهديد الأول على سلامة هذه الأسود، وقد يؤدي إلى انخفاض حاد للغاية في أعداد الأسود أو حتى إلى اختفائها تماما من المتنزه في غضون عامين".