السلاحف

تمّ العثور على مواد كيميائية تستخدم في مستحضرات التجميل، والعقاقير البشرية في دم السلاحف التي تعيش في "حاجز الشعب المرجانية العظيم" في أستراليا، ووفقًا لما ذكره موقع بريطاني وجد أن السلاحف الخضراء، لديها مئات الآلاف من المواد الكيميائية المختلفة، في مجرى الدم، مما تسبب في تعرض تلك الحيوانات لضعف الكبد.

وقال العلماء إن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على التأثير المدمر للمواد، التى هي من صنع الانسان على الحياة البحرية، وكانت أدوية القلب (ميلرينون) والنقرس (ألوبورينول)، فضلاً عن المواد الكيميائية التجميلية والصناعية، من بين المواد التي تم اكتشافها في مجرى الدم لتلك الزواحف وذلك خلال جزء من مشروع الحماية المستمر.

وتعتبر السلاحف الخضراء مهددة بالانقراض، وتقع تحت  القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وقال العلماء "إن التعرض للمواد قد تسبب آثارا جانبية في السلاحف، مع دلائل على وجود التهاب الكبد واختلال وظيفي، ويقول إيمي هيفرنان من جامعة كوينزلاند: "البشر يضعون الكثير من المواد الكيميائية في البيئة، ونحن لا نعرف دائمًا ماهية تلك المواد  ومدى تأثيرها".

اختبر الباحثون السلاحف في خليج كليفلاند وخليج أوبستارت على طول ساحل كوينزلاند، فضلاً عن جزر هويكس النائية في شمال الشعاب المرجانية، كجزء من مشروع "الأنهار إلى الشعب إلى السلاحف" 'Rivers to Reef to Turtles، وتجدر الاشارة الى ان الشعاب المرجانية الطويلة، والتى يبلغ طولها 2300 كم، هى موقع للتراث العالمى، تتعرض بالفعل لضغوط من الزراعة السائلة، وتغير المناخ.

وأظهرت الدراسات الاستقصائية عن الجو وفي المياه أن 22 في المائة من الشعاب المرجانية، في المياه الضحلة قد دمرت في عام 2016، ولكنها تضررت الآن بنسبة تصل إلى 29 في المائة، وبما أن الشعاب المرجانية تشهد حاليا سنة ثانية غير مسبوقة من التبييض، فإن التوقعات تظل قاتمة.

وقال رئيس هيئة المتنـزه البحري لحاجز الشعب المرجانية العظيم، روسيل راشلت "نحن قلقون جدًا بشأن ما يعنيه هذا، بالنسبة للشعاب المرجانية العظيمة وما يعنيه للمجتمعات، والصناعات التي تعتمد عليها"، وكمية المرجان الذي توفي من جراء التبييض في عام 2016 هو أعلى من تقديراتنا الأصلية، في هذه المرحلة، على الرغم من أن التقارير لا تزال تخضع للمسات الأخيرة، فإنه من المتوقع أننا سوف نرى أيضا المزيد من الانخفاض العام لمستويات الشعب المرجانية بحلول نهاية عام 2017".

وأوضح الصندوق العالمي لصون الطبيعة في أستراليا، أن السلاحف يمكن أن تستخدم كأداة للرصد الحيوي، لمعرفة ما هي المواد الكيميائية التي تدخل مياه الشعاب المرجانية وما تأثيرها على الحياة البحرية، وفي عام 2015، قال العلماء "إن مادة كيميائية تستخدم في واقي الشمس يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة للشعاب المرجانية، في جميع أنحاء العالم وتهدد وجودها"، وكشفت الدراسة أن هناك ثمة مادة كيميائية، اوكسيبنزون، تسبب "تشوهات كبيرة" في صغار الشعب المرجانية.