عناصر جهادية في سورية

لم يعد الأستاذ المغربي محمد الحفاية إلى ممارسة عمله في إعدادية "الفارابي" في الدائرة التعليمية في سيدي سليمان، بعد انقضاء العطلة الربيعية، لكن مكالمة هاتفية من سورية، قادت زميله إلى كشف ملابسات اختفائه.وتوجه الأستاذ إلى منطقة أمن سيدي سليمان للتبليغ عن المهمة، غير العادية، التي يقوم فيها زميله، الذي كان يتقاسم معه منزل العزوبية، وعن رقم الهاتف الآتي من سورية، قصد إخلاء مسؤوليته من أي متابعة أمنية مستقبلية.وذكرت مصادر أمنية لـ"مصر اليوم" أن الأستاذ محمد الحفاية توجه إلى قتال نظام بشار الأسد، عن طريق الحدود التركية السورية، موضحة أنها ليست السابقة الأولى في العائلة، حيث قتل أخاه من قبل في أفغانستان، ومحمد، حسب مقربين منه، شاب عادي، غير متزوج، ونازع عنه كل المظاهر السلفية والجهادية .يذكر أن ظاهرة التوجه للقتال، بدوافع ومصوغات دينية، تبرز في المغرب، كما تبرز أنشطة وتحركات جماعات دينية متشددة، تستغل الجانب الدعوي، والمساجد، وعددًا من الأحياء الشعبية الفقيرة، كفضاءات للتوسع والاستقطاب، وتسييد قيم  ونزوعات الكراهية والحقد، واستغلال النساء في زواج "الفاتحة" (الزواج العرفي دون توثيق شرعي وقانوني)، حيث كثرث الظاهرة، وكثر ضحاياها من فتيات صغيرات، ليطرح التساؤل بشأن أدوار ومهام "المجلس العلمي الإقليمي" التابع لوزارة الأوقاف، ودور التنشئة الاجتماعية، والشباب والرياضة والثقافة.