الوجبات المدرسية الأميركية

يعمل قانون المرونة في الوجبات المدرسية التابعة إلى وزارة الزراعة الأميركية، على تخفيض العديد من المتطلبات الغذائية التي تنفذها المدارس في إطار إدارة أوباما، ومن المقرر أن تكون وجبات الغداء المدرسية أكثر ملوحة وحلاوة وأقل فائدة غذائية، وستتاح إلى المدارس المزيد من الفرص لتقديم الحبوب المكررة والأطعمة الغنية بالصوديوم والأطعمة المحلاة للطلاب، والتي يقول القانون الجديد إنها ستخفض الأغذية المهدورة التي يلقيها الطلاب الذين لا يحبون طعامهم الصحي. 

وأظهرت البحوث أن هناك نقصًا في النفايات في المدارس بعد تقديم وجبات غداء صحية، ويشعر الخبراء بالقلق من أن أداء الطلبة الصحي والمدرسي قد يتأثر نتيجة لتلك التغيرات، وشددت السيدة ميشيل أوباما، السيدة الأولى السابقة، على قانون صحة الأطفال الخالي من الجوع، الذي ينص على أن وجبات الغداء المدرسية توفر للأطفال المزيد من الفواكه والخضراوات والبروتين والحبوب الكاملة، وتقلص من السكريات والصوديوم في عام 2010، ولكن الحزب الجمهوري والرئيس ترامب دأبوا على مواجهة المعايير التي وضعها عهد أوباما، التي وصفها ترامب ب "المبالغة" خلال حملته الانتخابية.

ويؤكد القانون الجديد على أن المبادئ التوجيهية الأكثر صرامة كانت مرهقة ومهدرة للمدارس التي كانت تكافح من أجل تنفيذ غداء أكثر صحة وحث الأطفال لتناول الطعام، وقال وزير الزراعة سوني بيردو في بيان صحافي "ما الفائدة من الوجبات المغذية إذا كان ينتهي بها الأمر في سلة المهملات، هذه المرونة تعطي المدارس السيطرة المحلية التي يحتاجونها لتوفير وجبات مغذية يجدها أطفال المدارس فاتحة للشهية"، ولكن وزارة الزراعة الأميركية أفادت في يونيو / حزيران أن 90 في المائة من المدارس ادعت أنها تلتزم بمتطلبات الغداء الصحية. ووجدت دراسة هارفارد أن الأطفال كانوا يحصلون على 16 في المائة على المزيد من الخضروات و  23 في المائة على المزيد من الفاكهة مما كانت عليه سابقا. ومن المحتمل أن يغير القانون الجديد هذه الأرقام. في إطار هفكا " صحة الأطفال الخالي من الجوع "، كان يجب أن تكون الوجبات المقدمة للطلاب غنية بالحبوب الكاملة. إن قانون مرونة الوجبات المدرسية الجديد ستخفض من مستوى المعايير هذا.

وستكون المدارس قادرة على الاعتماد بشكل أكبر على الحبوب المكررة في الأرز والخبز والمعكرونة أو الحبوب، وغيرها، وهذا أمر مثير للقلق لدى أستاذة العلوم الصحية في كلية ميريماك، جوليانا كوهين، "الحبوب المكررة تزيل الألياف والمواد المغذية من الحبوب، حتى الأطفال سيشعرون بالجوع أسرع"، وهذا أمر مهم بصفة خاصة في سياق وباء البدانة المنتشر حاليا. حتى لو كان الأطفال يأكلون وجبات غير صحية، فإن إغراءات الوجبات الخفيفة قد تنتظرهم في المنزل، تقول كوهين إنّه "مع تقديم وجبات صحية أفضل، يغادر الأطفال المدرسة وهم شبعانين، لذلك عندما يغادرون المدرسة لا يدخلون بيئات متسرطنة."

وظهر أيضا أن الوجبات المغذية تعمل على تحسين الأداء الأكاديمي للأطفال. يمكن أن يكون الطلاب أكثر شبعًا لفترة أطول، حتى يتمكنوا من التركيز بشكل أفضل. وترتبط النظم الغذائية الصحية مع ذاكرة أفضل وكل هذه العوامل ترتبط مع القدرة على النجاح في المدرسة، ونفذت  صحة الأطفال الخالي من الجوع حد أقصي على كمية الصوديوم التي ينبغي أن تدرج في الغداء. وكان هذا القيد خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن كوهين تقول إن "الأهداف التالية هي تلك التي من شأنها أن تحدث فرقًا ذا مغزى".