صورة أرشيفية لكوب من البابونج

كشف باحثون أميركيون، عن أن كوب من شاي البابونج "كاموميل" يمكن أن يساعد في الوقاية من السرطان، حيث يحتوي على مادة كيميائية تُسمى "إبيغينين"، والتي تساعد في إبعاد عدد من الخلايا السرطانية القوية جدًا .
ووجد العلماء في جامعة ولاية أوهايو، أن مادة الإبيغينين يمكنها منع خلايا سرطان الثدي من العيش لفترة أطول بكثير من الخلايا الطبيعية، كما تعمل أيضًا على وقف إنتشارها وجعلها أكثر حساسية وتأثرًا بعلاج العقاقير، وتوجد هذه المادة في شاي البابونغ والبقدونس والكرفس، حيث تعد المصادر الأكثر وفرة للابيغينين، كما أنها توجد أيضًا في كثير من الفواكه والخضروات المنتشرة في النظام الغذائي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وأثبت الباحثون، أن هذه المادة الكيميائية تعمل كمضاد للالتهابات، بطريقة توحي بأن المواد المغذية الأخرى يمكن أن يكون لها آثار مماثلة في درء السرطان، وتساعد البروتينات على تصحيح تشوهات الحمض النووي الريبي RNA، وهو عبارة عن الجزيئات الحاملة للمعلومات الوراثية، المسؤولة عن حوالي 80 % من السرطانات.
وقال أستاذ علم الوراثة الجزيئي في جامعة ولاية أوهايو، أندريا دوسيف، "نحن نعلم أننا بحاجة لتناول الطعام الصحي، ولكن في معظم الحالات لا نعرف الأسباب الفعلية لحاجتنا للقيام بذلك، ونحن نرى هنا التأثير المفيد على الصحة لهذه المواد الغذائية التي تؤثر على العديد من البروتينات الغذائية"، مضيفًا أن "مادة ابيغينين في علاقاتها مع مجموعة من البروتينات المحددة تقوم بإعادة الشكل الطبيعي للخلايا السرطانية، ونحن نعتقد أن ذلك يمكن أن يكون ذو قيمة كبيرة من الناحية الطبية كإستراتيجية وقائية من احتمالية الإصابة بالسرطان".
وقال الباحثون، إن الخلايا السرطانية تنتعش من خلال تثبيط عملية تسبب موت هذه الخلايا في دورة منتظمة تخضع لبرمجة صارمة، وأن هذه المادة يمكنها أن توقف خلايا سرطان الثدي من تثبيط موتها، وتستند معظم المعلومات التي نعرفها عن الفوائد الصحية للمواد الغذائية على الدراسات الوبائية التي تظهر علاقات إيجابية قوية بين تناول أطعمة محددة ونتائج صحية أفضل، ولا سيما انخفاض أمراض القلب، ولا تزال الطريقة التي تعمل بها الجزيئات الفعلية الموجودة في هذه الأطعمة الصحية داخل الجسم لغزًا في كثير من الحالات، وبخاصة تلك المرتبطة بتقليل مخاطر مرض السرطان.
وأظهر الباحثون الذين نشروا نتائج ما توصلوا إليه على الإنترنت في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن هذه المادة تتحد مع ما يقدر بـ160 بروتين داخل الجسم البشري، مما يشير إلى أن المواد المغذية المرتبطة بالفوائد الصحية التي تسمى "التغذيات الدوائية"، يمكن أن يكون لها تأثيرات مشابه، وعلى العكس فإن معظم العقاقير الطبية تستهدف جزئ واحد، في حين شبه الباحثون تقنيتهم بـ"صيد" البروتينات البشرية في الخلايا التي تتفاعل مع الجزيئات الصغيرة الموجودة في النظام الغذائي.
وقال الدكتور دوسيف، "يمكنك أن تتخيل أن جميع البروتينات التي من المحتمل أن تتأثر وكأنها أسماك صغيرة في وعاء كبير، ونحن نقدم هذا الجزئ في الوعاء، ونقوم باستدارج وإغراء البروتينات المتأثرة فقط بشكل فعال بالاعتماد على الخصائص الهيكلية التي تشكل عامل جذب، ونعرف أن هذه هي شراكة حقيقية، لأن بإمكاننا رؤية هذه البروتينات ومادة ابيغينين وهما يتحدان معًا".
وتوصلت التجارب إلى أن إبيغينين يكون علاقة مع البروتينات، التي لها ثلاث وظائف محددة، والأكثر أهمية تلك التي تعرف بhnRNPA2 التي تؤثر على جزيئات الحمض النووي الصغيرة للغاية التي تسمى mRNA، وتحتوي على التعليمات اللازمة لإنتاج بروتين معين، والشذوذ في هذه العملية هو المسؤول عن 80% من جميع حالات السرطان.
وراقب الباحثون اتصال مادة الابيغينين ببروتين hnRNPA2، وهو يستعيد وظيفة mRNA لخلايا سرطان الثدي، مما يشير بأنه حينما تكون الخلايا طبيعية تموت بطريقة مبرمجة، أو تصبح أكثر حساسية لأدوية العلاج الكيميائي، فيما قال دوسيف 'لذلك من خلال تطبيق هذه المواد الغذائية، يمكننا تفعيل هذه العملية القاتلة، ولا يقتصر التأثير المفيد للمغذيات الدوائية على السرطان.
وأشار الباحثون في وقت سابق، إلى أن مادة الإبيغينين لها أنشطة مضادة للالتهابات، وأن هذه المادة من الممكن أن تقدم، لسبب أهدافها الخلوية المتعددة، مجموعة متنوعة من المزايا الإضافية التي قد تحدث مع مرور الوقت، في حين يجري الباحثون الآن اختبار على ما إذا كان الطعام الذي تم تعديله ليحتوي على جرعات مناسبة من المغذيات، يمكن أن يمنع الاصابة بالسرطان في الفئران