الوقوف أثناء العمل

كشفت الأبحاث الحديثة أن المكاتب التي تعتمد على طريقة الوقوف أثناء العمل تزيد الألم الجسدي وتبطئ الوظائف المعرفية لدى العاملين، بعد أن أشارت الأبحاث في الأعوام السابقة عن خطر الجلوس المطول أثناء العمل، حيث يقضي العاملون أكثر من 80 % من ساعات العمل في وضع الجلوس، ما يؤثر بشكل سلبي على الإنسان وصحته، وحاولت بعض الشركات وأماكن العمل المختلفة توفير مكاتب الوقوف "Standing desks" وهي المكاتب التي يمكن استخدامها في الوضع واقفًا من خلال إعادة تشكيل مكاتب الجلوس التقليدية.

وفي أحدث الأبحاث، حذر الخبراء من أنه على الرغم من الاتجاه السائد نحو اعتماد المكاتب القابلة للتعديل، ووجود أدلة قوية تدعم استخدامها، إلا أن هناك بعض المخاوف التي قد تسبب ضررًا أكبر من نفعها، ووفقًا لصحيفة " التلغراف" البريطانية، كشفت الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة "Ergonomics" العلمية، أن هناك علاقة قوية بين الاستخدام المطول لمكاتب "الوقوف" مع عدم راحة الطرف السفلي وبين تدهور الوظائف العقلية.

الباحثون في جامعة كيرتين في أستراليا من خلال دراسة شملت 20 مشاركًا يعملون في مكاتب وقوف لمدة ساعتين، تعرضهم للآلام بشكل ملحوظ في المناطق والأطراف السفلية، والتي ترتبط مع البحوث السابقة التي تشير إلى أن مكتب الوقوف هو المسؤول عن تورم الأوردة، والتي يمكن أن تعرض القلب للخطر، كما تباطأ التفاعل العقلي بعد نحو ساعة وربع، ولكن تبين أن بمهارات صنع القرار "الإبداعي" تحسن هامشيًا.

وقال البروفيسور ألان تايلور، وهو خبير في العلاج الطبيعي في جامعة نوتنغهام "إن النتيجة النهائية التي توصلت إليها الدراسة هي أن هذا التوسع في تعديل المكاتب كان لأسباب تجارية أكثر من الأدلة العلمية ولكن الأهم أنها أظهرت أن هناك بعض السلبيات"، وأضاف "أن هذه المكاتب ليست علاجًا شافيًا لآلام الظهر".

وفي العام الماضي، كشف تقرير من جامعة إدنبره عن أن بعض العاملين فى المكاتب، وخاصة الرجال في منتصف العمر، يقضون وقتًا أكثر في الجلوس من المتقاعدين، وهو يبني على البحوث التي أظهرت أن ثلث البريطانيين يضعون أنفسهم في خطر الموت المبكر بسبب عدم ممارسة الرياضة.

وقال البروفسور تايلور، إنه بالرغم من أن هناك أدلة تشير إلى بعض الفوائد لمكاتب الوقوف، إلا أنه يجب على العاملين ألا يتجاهلوا النصائح التي تشير إلى أهمية للذهاب للمشي المنتظم أثناء العمل بدلًا من الجلوس المستمر.