تصاعدت مخاوف أنقرة قبل بدء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارته للعاصمة البلجيكية بروكسل بسبب ردود الأفعال السلبية التي أبداها الاتحاد الأوروبي حول محاولات الحكومة السيطرة على القضاء بعد إجراء تعديلات على قانون مجلس القضاء الأعلى ، فقد أصبح الجميع يخشى إلغاء الاتحاد الأوروبي هذه الزيارة وبالتالي اندلاع أزمة بين أنقرة وبروكسل. وذكرت صحيفة " طرف" اليوم الجمعة أن الاتحاد الأوروبي أعلن عن عدم ارتياحه تجاه أنقرة بعد إصرار أردوغان على عدم التراجع عن تعزيز الرقابة السياسية على القضاة والمدعين وعدم تخلي حكومته عن مشروع قانون يمنح وزارة العدل السيطرة وحق الإشراف على القضاة وتعيينهم في المؤسسات القضائية وعلى رأسها المحكمة الدستورية ، وبالتالي اتسمت زيارة أردوغان إلى بروكسل في الحادي والعشرين من يناير الجاري بحساسية كبيرة ، وخاصة بعد رفض حكومة العدالة والتنمية انتقادات الاتحاد الأوروبي وتدخله في الشأن القضائي للبلاد. وتشير مزاعم إلى أن الأزمة بين أنقرة وبروكسل قد تصل إلى مستوى أعمق ، وخاصة بعد أن وجه الرئيس التركي عبد الله جول رسالة بصدد مشروع قانون هيكلة مجلس القضاء الأعلى والتي أعرب فيها هو الآخر عن عدم ارتياحه ، إضافة إلى قلق مماثل في صفوف العديد من نواب حزب العدالة والتنمية الذين يطالبون بالابتعاد عن سياسة تعميق الأزمة مع الاتحاد الأوروبي وخاصة في المرحلة الراهنة. ويبدو أن هناك احتمالات تشير إلى تعميق الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وبروكسل وهو ما قد يتسبب في إلغاء الاتحاد الأوروبي لزيارة أردوغان ، ولذلك تم اتخاذ قرار القيام بزيارة عمل لمدة يوم واحد لوزير شؤون الاتحاد الاوروبي مولود تشاوش أوغلو إلى بروكسل قبل زيارة أردوغان من أجل منع الأزمات في المستقبل. ومن المقرر أن يجري أردوغان حسب الجدول المتوقع لقاء مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ، ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو ، ومن المتوقع أن يجتمع أردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز.