السيدة داون شو

نقلت السيدة داون شو بعد لحظات من ولادتها إلى غرفة العمليات في قسم الطوارئ، بعد أن لاحظ الأطباء أنها لا يمكن أن تتنفس، واكتشفوا أن هناك ورما ينمو، بالقرب من قصبتها الهوائية.

ومرت عدة أشهر على إزالة الورم حتى عاود الظهور مرة أخرى، والتف حول عظم فكها، وخوفا من أن نموه من شأنه أن يصبح سرطانا، لم يجد المتخصصين خيار سوى إزالة جزء من الفك للسيدة شو، وتسببت عملية إزالة الفك في اختلال في وجهها، وكذلك فقدان السمع والشلل الجزئي.

وأجرت السيدة شو البالغة من العمر 48 عامًا سلسلة من العمليات التصحيحية، قبل أن تتعهد بأنها لن تجري أي عمليات تجميل أخرى، وعلى الرغم من كونها ضحية التهكم والسخرية القاسية طوال حياتها، ترى السيدة شو أنها مثالية كما هي.

وتؤكد السيدة شو أنه "إذا جاء شخص لي وقال إنه يمكن إصلاح ما حدث ، لن أقبل"، وأضافت "لن أدع مظهري يًعرفني"، موضحة أن الوجه البشري دائما أول ما نلاحظه في شخص نلتقي به، لذا فإن وجود وجه مختلف غير بالتأكيد طريقة رؤية العالم لي، وهذا بدوره أثر على وجهة نظري من العالم".

وأوضحت "صحيح أنني شهدت الكثير من الصراعات، ولكني حققت الانتصارات كذلك"، مضيفة "على الرغم من أن قبول الوضع اخذ بعض الوقت، لن أسمح بما يمنعني من الاستمتاع بالحياة".

وبعد سلسلة من المحاولات الرامية إلى إجراء جراحة تصحيحية، وضعت السيدة شو حدا لأي عمليات أخرى بعد مضاعفات أثناء إجراء عملية أسفرت عن نقلها إلى العناية المركزة عندما كانت 21 عامًا، ووصفت المشهد وقتها "استيقظت مع أنبوب أسفل رقبتي وتورم كبير في وجهي".

وذكرت "لأعوام، كنت تحت وهم الجراحين بإصلاحهم لي، ولكن توقفت في نهاية المطاف حيث أن فوائد الجراحة تفوق الضرر العاطفي الذي سببته لي"، وبيّنت "أتذكر طفل واحد انتظرني بعد المدرسة وسألني كيف يمكن الوقوف للنظر في نفسي".

وأضافت "ولكن أنا مرنة، وعلى الرغم من أن كلامهم كان صعبا، لازلت أثق في نفسي، وشخصيتي وقدراتي"، ومع ذلك أشارت إلى أنها شعرت بإحباط كبير في بحثها عن الحب، ووجدت نفسها محاصرة في علاقة مسيئة عاطفيا في العشرينات من عمرها.

وفي نهاية المطاف، التقت السيدة شو بزوجها ايان شو في وقت لاحق من العام عندما كانا يعملان معا على إنتاج مسرح المجتمع، وسيحتفل الزوجان بعيد زواجهم الـ20 في أيلول/سبتمبر المقبل.

وكانت السيدة شو دائما كاتبة حريصة، وفي عام 2005، كانت قصتها مصدرا لإلهامها، حيث أصدرت كتابًا رصد رحلتها من قبول الشفقة إلى القبول بنفسها في نهاية المطاف.

وبدأت أثناء كتابتها في تقديم خطابات إلى المدارس لتشجيع الأطفال على عدم الانشغال بالمظهر، وتعتقد السيدة شو أيضا أنه من المهم بناء احترام الذات من خلال الأنشطة والهوايات.