الجندي العراقي محمد قاسم

أُطلق على الجندي العراقي محمد قاسم، 25 عامًا، اسم "أسد الموصل" بعد تطوّعه للتسلّل وراء خطوط العدو في مهمة جريئة، يرتدي ثوبًا فضفاضًا مع وشاح، وحمل سلاحًا من نوع "AK-47"، قبل أن يقوم بتحديد مخازن الرشاشات والقناصات الرئيسية، ثم أطلق النار على 6 من مقاتلي "داعش" وقتلهم، وعاد إلى قادته الذين قصفوا تلك المواقع قبل الإطاحة بالمتطرّفين في هجوم بري.

وجاءت تصريحات محمد الشجاعة في الأيام الأخيرة من معركة الموصل بينما كان يقاتل مع الفرقة الذهبية التابعة إلى القوات الخاصة العراقية، وقد توقف التقدم العراقي إلى البلدة القديمة في الموصل بعد أن تعرضوا لإطلاق النار من "داعش"، ولكن لم يتمكنوا من معرفة مكان إطلاقه، ووضع القادة خطة لشخص ما للتسلّل إلى المسلحين، وتطوع محمد بنفسه، لمهمته الجريئة، التي كشف مصدر عنها أنها ساهمت في إنقاذ العشرات من الجيش وأرواح المدنيين، وأسفرت عن ترقيته في ميدان المعركة إلى رتبة ملازم، وقال عبد الوهاب السعدي، إنّه "نحن جميعا فخورون جدا بما فعله هذا الجندي. وهو رجل شجاع جدًا، إنه يجعلنا جميعا نرفع رؤوسنا عالية".

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الموصل قد حررت رسميا من تنظيم "داعش" في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد ما يقرب من 8 أشهر من القتال لاستعادة تلك المدينة، وكانت المعارك أشدها شراسة في شوارع البلدة القديمة، حيث وصفها القادة الأميركيون بأنها الأكثر كثافة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي المجموع، استغرق الأمر أكثر من 4 أشهر لدفع المتعصبين من مخابئهم هناك في معركة حولت معظم المنطقة إلى أنقاض، مما تسبب في أضرار تقدر بنحو مليار دولار. 

وقتل أكثر من 2000 من مقاتلي داعش في القتال، بينما أفيد عن مقتل نحو ألف جندي عراقي، وكان الآلاف من المدنيين أيضا من بين القتلى، إما قتلوا من قبل "داعش" وهم يحاولون الفرار، أو قتلوا على يد قوات التحالف في تبادل لإطلاق النار، وقد دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق في هذه الوفيات، واتهمت قادة التحالف باستخدام أسلحة مدمرة بشكل مفرط، بيد أن القائد البريطاني اللواء روبرت جونز انتقد التقرير قائلا إن صاحبي البلاغ فشلوا في الاتصال بالقوات العراقية أو في السؤال عن العملية التي يقومون بها لتنفيذ الغارات .

 وتقوم القوات الآن بتطهير مقاتلي "داعش" الأخيرين من مواقع يقيمون فيها في البلدة القديمة، فضلا عن نقل العمليات إلى المدن المحيطة التي لا تزال توجد فيها جماعة إرهابية مثل تلعفر، في الوقت نفسه، يجرى في سورية عملية إعادة السيطرة على الرقة، عاصمة الجماعة المتطرّفة الفعلية، حيث اقتحمت قوات المدينة القديمة المحصنة بشدة هناك.