أنصار تنظيم "داعش"

حملت إيما سكاي والتي عملت مستشار مدني للقوات الأمريكية في العراق وحاكم مدني لمحافظة "كركوك" العراقية إبان غزو أمريكا للعراق، كل من الجمهوريين والديمقراطيين كامل اللوم بشأن ما يحدث في العراق حاليا، مرجعة ذلك إلى أن الأول بسبب الطريقة التي دخلت بها الولايات المتحدة العراق، والأخير للطريقة التي غادر بها.
وقالت - في مقال تحت عنوان "من تسبب في خسارة العراق" نشر في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء- " بين عامي 2007 و 2009 كانت استراتيجية الولايات المتحدة متماسكة في العراق، ومتطابقة مع القيادة الصحيحة والموارد اللازمة، ويرجع تاريخ الاضطرابات الحالية إلى بعد تلك الفترة، منذ عام 2010، وبعد الانتخابات الوطنية في مرحلة ما بعد صدام في العراق.
ونقلت قول مسؤولين أمريكيين، إن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، على الرغم من هزيمة انتخابية ضيقة، هو الزعيم الشيعي والتصور الوحيد الذي يمكن أن يشغل هذا المنصب أمام أمريكا، وكان هو أيضا، كما قالوا، صديق للولايات المتحدة الذي سيوافق على السماح للولايات المتحدة للحفاظ على وحدة صغيرة من القوات في العراق بعد عام 2011، عندما ينتهى الاتفاق القائم بين البلدين.
وذكرت أنه منذ عام 2010، عزز المالكي قوته من خلال استهداف خصومه السياسيين، وتقويض السلطة القضائية واللجان الحكومية المستقلة، وبالتراجع عن وعوده لزعماء العشائر السنية الذين ساعدوه في محاربة تنظيم القاعدة، وتسييس قوات الأمن.
وأشارت إلى أن انتصارات الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" هي نتيجة الانقسامات الداخلية، وارتفاع الطائفية، وفشل الدولة، والمنافسة الجيوسياسية في البلدين الجارين"سوريا والعراق".
ولفتت إلى الخطبة الأخيرة، لأبو بكر البغدادي، زعيم "داعش"، عندما دعا المسلمين السنة للانضمام لمنظمته لمحاربة الشيعة وإقامة الخلافة، الأمر الذي من شأنه أن يزيل الحدود بين الأراضي التي تم ترسيمها من قبل القوى الاستعمارية، والتخلي عن "القومية الفاسدة"، والحث على "الانضمام إلى أمة الإسلام".
وقالت إن الحدود ليست وحدها من أدى إلى امتداد جذور المشاكل بين الجارتين، ولكن القيادة السياسية، هي من فشلت في تطوير الدول الشاملة والقوية، وخلقت المظالم ضد حكومات المالكي وبشار الأسد في سوريا، البيئة التي ستقوم داعش باستغلالها، مضيفة أنه ويا للسخرية، على الرغم من أن "داعش" قد احتجت ضد الانقسامات الوطنية، فإن التوترات بين جدول أعمالها الجهادي الدولي والأجندات القومية لمعظم الجماعات السنية سيخلق حتما الاحتكاك والاقتتال الداخلي.
وطرحت "إيما" ما يمكن وما يجب على الولايات المتحدة فعله، وقالت من الأمور الإيجابية أن الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى العنف في العراق بمعزل عن إراقة الدماء في سوريا ولبنان، وأصبحت المنطقة ساحة المعركة الواحدة - ويجب أن ينعكس ذلك على سياسة الولايات المتحدة الخارجية، وشددت على أن الولايات المتحدة تحتاج إلى اتباع سياسات تخفيف التوترات الطائفية ودعم المعتدلين، وأن غالبية الذين يعيشون في العراق وسوريا يتوقون العيش في سلام مع بعضهم البعض تحت إدارة حكومات فعالة، و شفافة، وأن الخيار أمامهم لا يمكن أن يكون ببساطة العيش تحت وطأة الأنظمة الإقصائية المدعومة من إيران أو التابعة لتنظيم القاعدة.
وأردفت قائلة إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة وإيران تواجه تهديدا مشتركا من قبل "داعش"، ينبغي على الولايات المتحدة أن تتعاون مع إيران لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إصلاح كبير في النظام السياسي في العراق والتغلب على الانقسامات الطائفية، وإذا لم يكن الوضع كذلك، فيمكن لشبح المواءمة بين الولايات المتحدة وايران أن يؤدي إلى تفاقم الطائفية، ودفع المزيد من السنة نحو الإنضمام لـ"داعش".
ولفتت إيما في مقالها إلى أن التوترات السياسية الرئيسية في العراق اليوم هي بين رغبة المالكي المركزة في الحفاظ على السلطة، ورغبة الأكراد لتحقيق أقصى قدر من استقلاليتهم، وزيادة الوعي من السنة نفسه كمجتمع متميز، وأن سقوط الموصل والأحداث التي تلته دلائل تشير إلى أن هذه التوترات ستنبه المالكي بأنه حان الوقت للاعتراف بإخفاقاته وليس أمامه سوى فتح الطريق لزعيم شيعي جديد أكثر كفاءة لبدء نهج جديد، وعلى الرغم من أن المالكي يمثل الكتلة الفائزة في الانتخابات الأخيرة، فإن النخب السياسية في العراق، ولاسيما الأحزاب الشيعية، تحتاج إلى اختيار رئيس وزراء جديد ذا قبول لهم والمجتمعات الأخرى، ومعتمد من قبل إيران وتركيا، فضلا عن الولايات المتحدة.