انفجار "لغم" في العاصمة الإدارية الجديدة

أثار الانفجار الذي شهدته أحد المواقع "تحت الإنشاء" في العاصمة الإدارية، والذي أسفر عن مقتل أربعة من العاملين وإصابة خامسهم، الذي أصيب بجرح قطعي بذراعه اليمنى، ويخضع حاليًا للعلاج في مستشفى مدينة بدر، العديد من التساؤلات، بخاصة بعد أن أعلن الواء أحمد زكى عابدين رئيس العاصمة الإدارية الجديدة أن مصدر الانفجار يرجع إلى لغم من مخلفات الحروب، وهو ما طرح التساؤلات بشأن كيف وصل هذا اللغم إلى المنطقة، وهل هناك حرب وقعت في هذه المنطقة التي لم تذكر في أحدث تقرير حكومي أصدرته الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام التابعة لوزارة التعاون الدولي بشأن أماكن تواجد الألغام في مصر.

الحروب العسكرية

وكشف اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري وأحد قيادات حرب أكتوبر 1973، أن موقع العاصمة الإدارية الجديدة التي تتمدد على مساحة 168 ألف فدان بين طريقي "القاهرة ـ السويس والقاهرة ـ العين السخنة" شرق الطريق الدائري الإقليمي، في منطقة صحراوية تبعد عن حدود محافظة السويس 60 كيلومترًا ومثلهم عن قلب القاهرة، على حدود مدينة بدر، لم تشهد أي حروب عسكرية، مؤكدًا أن الاشتباكات مع العدو الإسرائيلي لم تتجاوز حدود السويس؛ لكن عقب نكسة 67، ضربت دولة الاحتلال الإسرائيلي بعض المواقع داخل القاهرة، كما يقول "مظلوم"، أبرزها المعادي ومصنع أبوزعبل ومنطقة دهشور وأماكن أخرى على حدود القاهرة تعرضت لقصف جوي، ومن الممكن أن تكون هذه المنطقة تعرضت لضربات جوية، وأن الجسم الذي انفجر، ألقي من طائرة إسرائيلية عام 67 ولم ينفجر وقتها.

وأضاف اللواء مظلوم أن القذائف التي تسقطها الطائرات الحربية، قد لا تنفجر لعيب في تصنيعها، لكنها تظل قابلة للانفجار في أي وقت لو تم العبث أو الاحتكاك بها، كما يقول الباحث أحمد عامر، المتخصص في التوعية بمخاطر الألغام، ووجود هذا اللغم يعطي مؤشرًا على احتمالية وجود أجسام أخري قابلة للانفجار، وهذا يتطلب إجراء مسح شامل للمكان وتوعية العاملين بمخاطر هذه الأجسام وكيفية التعامل معها.

وقررت الأجهزة التنفيذية إخلاء موقع الانفجار من العاملين وفرض كردون حول المكان للتأكد من عدم وجود أي أجسام أخرى قابلة للانفجار، حيث عاين فريق أمني المكان.

 

هكذا يعني انفجار لغم

ويقول أحمد عامر الباحث المتخصص في التوعية بمخاطر الألغام أن انفجار لغم من مخلفات الحروب له أكثر من معنى، يتحدد وفقًا لنوع الجسم الذي انفجر، موضحًا أن انفجار اللغم يكشف عن مصدره، وقال "لو كان اللغم خاصًا بالدبابات، هذا يعنى أن المنطقة التي عثر فيها على اللغم، شهدت اشتباكات عسكرية ساخنة، بينما لو كان لغم أفراد، يعطي انطباعًا بأن هذا المكان كان موقعًا عسكريًا أو مسرح عمليات وزُرعت هذه الألغام فيه بهدف تأمين المكان خلال أي فترة زمنية على مدار الـ60 عامًا الماضية".

ويقول عامر "إن الألغام لا تتحرك من مكانها بسبب العوامل الجوية التي قد تكشف عن أماكن الأجسام القابلة للانفجار أو تتسبب في دفنها، لكنها لا تحركها من مكانها، لكن المصدر الوحيد لتحريك ونقل الألغام هو الأشخاص ينقلها شخص من مكان إلى آخر لأي سبب".

أماكن تواجد الألغام

وأعلنت الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام، التابعة لوزارة التعاون الدولي، التي تعتبر الجهة الحكومية المنوط بها تنسيق ومتابعة الأعمال المتعلقة بمخلفات الحروب في مصر، في يناير 2017 عن إجرائها حصرًا بالمناطق التي يوجد بها مخلفات حروب على مستوى الجمهورية، وفقًا لما نشر في العديد من وسائل الإعلام آنذاك، ولم تعلن الأمانة في بياناتها الرسمية أو على موقعها الإلكتروني الذي يعلن عن نشاط الأمانة في التعامل مع مخلفات الحروب عن أى تواجد لمخلفات الحروب في هذه المنطقة.

وتتواجد الأجسام القابلة للانفجار من مخلفات الحروب ـ الحرب مع إسرائيل أو الحرب العالمية الثانيةـ في ثماني محافظات على مستوى الجمهورية وهي "مرسى مطروح، والوادي الجديد، شبه جزيرة سيناء، محافظات القناة، البحر الأحمر".