انتقدت الصحف الجزائرية الصادرة صباح اليوم الجمعة قرار ملك المغرب محمد السادس استدعاء سفير بلاده فى الجزائر للتشاور واحتجاجا على خطاب الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة ـ الذى القاه نيابة عنه وزير العدل الطيب لوح ـ فى القمة الأفريقية بأبوجا بشأن الصحراء الغربية والتى اعتبرتها "استفزازية وعدائية". فمن جانبها، قالت صحيفة "الشروق" فى عددها الصادر اليوم إن الملك محمد السادس أدخل العلاقات الجزائرية المغربية فى نفق مظلم، مشيرة إلى أن بعد مزايدات واتهامات ساقها المغرب طيلة الأشهر الماضية تحول إلى لعبة "استدعاء السفير"... وهى الخطوة التى قد تسبق قطع أو تجميد العلاقات بين الدولتين المعنيتين إذا لم يتدخل أحد لتسوية الأزمة. أما صحيفة "الوطن" فرأت أن المغرب باجتياز هذه الخطوة تكون قد دشنت فصلا جديدا من توصيات محمد السادس فى البرلمان قبل أسبوعين والتى دعا فيها النواب إلى المرور إلى مرحلة الهجوم على من وصفهم ”خصوم الوحدة الترابية” والمقصود بها الجارة الشرقية الجزائر. وذكرت "الوطن" أن موقف الجزائر ليس بالجديد بل عبرت عنه مرارا فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية، فلماذا هذا التصعيد فى هذا التوقيت ولماذا كيل الاتهامات للجزائر؟ هذا التصعيد المغربى الجديد الرامى إلى افتعال أزمة دبلوماسية مع الجزائر يندرج ضمن تنفيذ توصيات "الهجوم" الذى أوصى به الملك ضد الجزائر اعتقادا بأن ذلك سيدفع إلى تخلى الجزائر عن دعم حق الشعوب فى تقرير مصيرها وفى مقدمتها حق الشعب الصحراوى. ورأت أيضا من وراء هذه الخطوة المغربية التغطية على الخناق الخارجى والداخلى الذي تواجهه المملكة التى تعانى أزمة اقتصادية خانقة أضيف لها تشديد الجزائر الرقابة على المهربين بالحدود مع المغرب... هذه المناورة المغربية أيضا جاءت بعدما وجدت نفسها فى قفص الاتهام على مستوى الهيئات الدولية بممارسة القمع وانتهاك حقوق الشعب الصحراوى فى الأراضي المحتلة وهو ما استنكره مؤخرا البرلمان الأوروبى... كما يحاول المغرب ـ كما ترى الصحيفة ـ من وراء هذا التصعيد ضد الجزائر استباق الأمور تحسبا لما يرتقب وروده فى التقرير الجديد للمبعوث الشخصى للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، كريستوفر روس الذى انهى مؤخرا جولة فى المنطقة والمرتقب أن يحمل مقترحات وتوصيات تدين الطرف المغربى وتسقط أطروحاته. أما صحيفة "الفجر" فاستبعدت أن تكون المشاكل الداخلية للمغرب هى التى دفعت به إلى الهجوم على الجزائر وعلى رئيس الجمهورية ولكنها رأت أن المغرب كان دائما يتحين الظروف الصعبة التى يعتقد أن الجزائر تمر بها، ويعتقد أيضا أنها نقاط ضعف يسارع لانتهازها لضرب الجزائر... وشجعه على هذه التصريحات الآن مرض الرئيس بوتفليقة وأيضا ما تروجه بعض وسائل الإعلام من أن الرئيس اتخذ قرارات أضعفت جهاز المخابرات العدو اللدود للنظام المغربى ... فها هى أجهزة الاستعلامات التى حاربها نظام الملك عقودا تقوض أجنحتها فى اعتقاده وليس أحسن من هذا الظرف الذى تتصارع فيه أطراف فى السلطة على الحكم ليحقق الملك مكاسب سياسية على حساب الجار المنهك، دائما فى مفهوم المملكة. وقالت "الفجر" صحيح أن الرئيس مريض، لكن هناك مؤسسات تعمل وحكومة موجودة فى كل الميادين، بغض النظر عن ادائها وعدم رضا المواطن داخليا عليها، والمخابرات لم تضعف وليس فى مصلحة رئيس الجمهورية إضعافها، فقوة الجزائر إقليميا وقوتها فى هذه القضية بالذات هى فى قوة استعلاماتها، كل ما فى الأمر أن الرئيس أدخل تعديلات على المؤسسة وفق ما تتطلبه المرحلة بعد رفع حالة الطوارئ التى تلزم هذا الجهاز التدخل فى بعض الصلاحيات وفق ما يتطلبه قانون الطوارئ، وها هو الرئيس بهذه الإجراءات يبعد عن جهاز المخابرات البلبلة التى كانت تثار حوله، وتسكت الانتقادات الموجهة إليه داخليا وخارجيا.