تعذيب الطفلة ملك

 قرَّرت نيابة حوادث شرق القاهرة، حبس المتهمة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في اتهامها بقتل طفلتها، وتسلمت تقرير مركز السموم في الطب الشرعي الذي أثبت تعاطي المتهمة للمواد المخدرة.

وأدلت المتهمة باعترافات تفصيلية عن الواقعة في تحقيقات المستشار أحمد ربيع، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، بأنها ضربت الطفلة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ووضعتها داخل "شوال" وألقتها في القمامة.

وبدأت تفاصيل الواقعة عقب صرخة عامل قمامة في الحادية عشر صباح السبت الماضي،"الحقوني فيه جثة هنا" تجمّع على إثرها سُكّان منطقة المحمودية بالنهضة أمام صندوق قمامة. ليروا جثة لطفلة لم تتعد الـ8 سنوات وبها آثار تعذيب. أبلغ الأهالي سريعا قسم شرطة السلام ثان، بعثورهم على جثة طفلة ملفوفة داخل "جوال"، وعلى الفور انتقل رجال المباحث والإسعاف لمكان الواقعة، بدأوا تحريات موسعة للوصول لحقيقة مقتل الطفلة، لكن لم يتعرف عنها الأهالي حتى توصلوا لصاحب جراج بجوار الحادث.

"خلوني أشوف القتيلة ومعرفتهاش، وابني قدر يتعرف عليها"، يروي عم صابر، صاحب الجراج في حديثه لـ"مصراوي"، مضيفًا ملامح البنت دي كانت غريبة عليَّ رغم معرفتي بمعظم الأهالي، لكنّ ابني فارس 6 سنوات، تعرَّف عليها "دي بنت الست بتاعت الخضار". بدأت معالم الجريمة تتضح لرجال المباحث، فانتقلوا يصحبهم "عم صابر" لمنزل "صابرين" بائعة الخضروات، الذي يبعد شارعين عن مكان الحادث، فلم يجدوها داخله، وطلب رجال المباحث من صاحب الجراج أن يقتفي أثرها، وتبين أنها تسكن في المنطقة من شهرين ولديها طفلين أيمن البالغ من العمر سنتين والمجني عليها ملك. "ملناش اختلاط بيها وهربانة من أهلها"، تشير سيدة خمسينية تسكن في الطابق الثاني لمنزل والدة المجني عليها، وتضيف أنها تزوجت في الفيوم وعندما حُكم على زوجها بالحبس، هربت من أهلها إلى المنطقة، وأنها تذهب إلى سوق العبور في الثامنة صباحًا لشراء الخضروات وتعود لبيعها في المنطقة. وفي الثامنة مساءً كان عم صابر، وصل إلى سوق العبور للبحث عن والدة المجني عليها، لمراقبتها استجابة لطلب رجال المباحث، حتى وجدها تحمل طفلها الصغير وتتحسس بيدها فوق رأسه، وتفيض الدموع من عينيها، فيما تمشي بخطوات متثاقلة غير متزنة، لاستكمال "جمع الخضار" والتي امتدت حتى العاشرة مساءً.

وأحسّت والدة الطفلة بمراقبة صاحب الجراج لها، فعادت من فورها إلى شقتها وخرجت تصرخ "الحقوني بنتي مش لاقياها، أقول إيه لأبوها لم يطلع من حبسته"، إلى أن أصبح رجال الشرطة في مواجهتها، فادعت ضياع ابنتها وأدلت بأوصافها لهم، فأخبروها بالعثور عليها مقتولة، فانهارت الأم من فورها. بدأ رجال المباحث مناقشة والدة المجني عليها حول آخر مرة رأتها فيها، فأخبرتهم أنها تركتها في الثامنة صباحًا وذهبت للسوق ولم تتهم أحداً بقتلها، وبتضييق الخناق عليها وسجال استمر حتى الحادية عشر مساءً، اعترفت بتعذيب ابنتها حتى الموت. criminal وأضافت المتهمة أمام المباحث أن ابنتها ملك كانت تلعب مساء الجمعة، وأيقظت شقيقها الصغير، فأثارت غضبها وضربتها بالرأس والصدر، وأطفئت أعقاب السجائر في جسدها، ولصقت فمها بـ"سائل أمير" حتى تكف عن البكاء، لكن الصغيرة لم تتحمل ذلك العذاب ففاضت روحها إلى بارئها. وكشف "محمد.ع"، بقال، أحد جيران المتهمة أمام المباحث أنها تتعاطى المواد المخدرة، ودائما ما تعتدي على الطفلة، وفي أحد المرات كسرت إصبعها بدون سبب.