عملية الثأر في الواحات

نجحت قوات الجيش والشرطة في الثأر للشهداء الـ17 الذين سقطوا في مداهمة بؤرة الكيلو 135، وحرّرت معاون مباحث قسم شرطة ثان أكتوبر النقيب محمد الحايس، وشهدت الفترة بين خطف الحايس وتحريره، أي بعد مرور 11 يومًا على هجوم الواحات المتطرّف، تحرّكات مكثفة من أجهزة المعلومات لكشف مكان المتطرّفين الهاربين، وأكّدت مصادر أمنية وقبلية متفرّقة عن لعب أدلاء البدو (قصاصو الأثر) دورًا محوريًا في تحديد مكان اختفاء المتطرّفين، الذين قتلوا 16 ضابطًا ومجندًا، إضافة إلى الدليل البدوي صالح الشوالحي.

وصرّح أحد الأدلاء الذين ساهموا في العملية، بقوله "أمددنا القوات بمعلومات عن مكان اختباء العناصر المتطرّفة المنفذة لحادث الكيلو 135 بنسبة 85%"، مضيفًا "قرّرنا بعد الحادثة الأولى مساعدة الأمن بكل قوة والردّ على المشككين في وطنيتنا، ليكون ذلك خير تكذيب لما تناقلته بعض المواقع عن خيانة صالح الشوالحي"، كاشفًا عن تلقيهم اتصالات من قيادات في جهاز الأمن الوطني بعد يومين فقط من حادثة الواحات ، مؤكّدًا بقوله "طلبوا تعاوننا والإبلاغ عن أي تحركات المتطرّفين، وبالفعل قلبنا الصحراء علشان نجيب معلومة".

وعقد مدير أمن مطروح اللواء هشام نصر، قبل 3 أيام من عملية الثأر للشهداء والتي أسفرت عن مقتل عدد من المتطرّفين وتحرير النقيب الحايس، اجتماعًا مع مجموعة من البدو، طالبهم فيه بإمداد الأجهزة الاستخباراتية بالمعلومات حال رصد أيّ تحركات غريبة في الصحراء الغربية المتاخمة للحدود المصرية الليبية.

وأكّد مصدر أمني تصريحات قصاص الأثر البدوي بقوله: "لا يمكن تجاهل الدور الذي قام به الأعراب في العملية، العرب وطنيون"، مشدّدًا على أنّ التعاون بين البدو والأمن مستمر ولم ينقطع، رافضًا الإفصاح عن أي معلومات خاصة بالعملية الأخيرة.

يذكر أنّه لم يتوقف دور البدو عند رصد التحركات الغريبة التي ساعدت الأمن الوطني في تحديد مكان المتطرّفين، حيث يصرّح أحد أقارب الشوالحي قائلًأ "أمددنا القوات التي نفذت عملية الثأر غرب صحراء الفيوم بـ7 سيارات بيك آب، إضافة إلى مشاركة عدد منا في الحملة لإرشاد القوات البرية، وضمان سلوكهم الطرق الآمنة لتلافي أخطاء العملية السابقة، مشيرًا إلى أنّ القوات المشاركة في عملية الثأر استخدمت هاتف الثريا لضمان التواصل بين القوات المشاركة، وتلافي أخطاء العملية الأولى، مؤكّدًا على أنهم كانوا يرغبون في المشاركة بشكل جديّ في العملية الأخيرة، معلّقًا بقوله "كان نفسنا نشارك بالسلاح علشان نجيب حق صالح".​