كشف مصدر أمني أن الجيش التونسي قصف، الأربعاء، المنطقة المُلغمة في جبال الشعانبي على خطوط التماس مع الحدود الجزائرية بـ27 قذيفة هاون، معلنًا أنها منطقة عسكرية مغلقة، في حين كشف وزير الداخلية أن المسلحين  يتجاوز عددهم العشرين وهم من جنسيات جزائرية وتونسية. و دعا رئيس الحكومة التونسية، علي العريض، خلال زيارة للجرحى الأمنيين والعسكريين الذين أصيبوا، في انفجار 3ألغام أرضية في جبال الشعانبي خلال عمليات تمشيط وتعقب لإرهابيين، إلى عدم تشتيت جهود و اهتمامات الأمن حتى يركّز على مكافحة الجريمة والإرهاب، و أفاد أحد المصابين أنه تم استهدافهم بزرع ألغام في محيط خيام تابعة لإرهابيين في المنطقة الجبلية المذكورة. وتعيش محافظة القصرين التونسية، قرب الحدود الجزائرية حالة استنفار أمني قصوى، بعد أن تسلمت قوات الجيش، مساء الأربعاء، رسميا مهمة تعقب المسلحين في منطقة جبل الشعانبي التي جُرح فيها عسكريون وأمنيون تونسيون خلال عملية تمشيط لملاحقة مسلحين ، معلنة أنها منطقة عسكرية مغلقة. من جهته، أكد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدّو، أن أعداد العناصر المسلّحة تتجاوز العشرين فردا، موزعين بين جبل الشعانبي في محافظة القصرين وجبال الطويرف في محافظة جندوبة، مشيرا إلى أنهم من جنسيات تونسية وجزائرية وتجري محاصرتهم  من الجانب التونسي من قبل الحرس والجيش الوطني ومن الجانب الجزائري من قبل الجيش الجزائري والدرك الجزائري. واستنكر وزير الداخلية لطفي بن جدّو ماتردد بشأن صدور تعليمات بعدم إطلاق النار على العناصر المسلّحة في جبل الشعانبي، معتبرا أنه "مزاح ثقيل ولا يجب أن يقال في هذا الظرف الدقيق والحساس"، مشددا على أن بلاده قادرة على إجتثاث الإرهاب. وفي سياق متصل، أدى رئيس الحكومة التونسية علي العريض الأربعاء، زيارة إلى المستشفى العسكري بالعاصمة اطمأن خلالها على صحّة عدد من أعوان الحرس و الجيش الوطنيين الذي أصيبوا في جبل الشعانبي نتيجة انفجار3 ألغام في الأحداث الأخيرة  . وأشاد رئيس الحكومة التونسية بقوات الجيش و الأمن التي تقوم بواجب حماية البلاد و مكاسبها بكل اقتدار و أمانة، مشددًا على أن كل التونسيين موحدون حول العمل لحفظ أمن و استقرار تونس، داعيًا الجميع إلى عدم تشتيت جهود و اهتمامات الأمن حتى يركّز جهده على مكافحة الجريمة و الإرهاب. وأضاف العريض أن تونس كبيرة بإرادة أبنائها ووعيهم ، وكبيرة بثورتها و هي قادرة على تخطّي الصعوبات"، داعيا التونسيين بكل تياراتهم إلى مواصلة عملية الانتقال الديمقراطي و العمل و التنمية في كل القطاعات من دون الانشغال بمشاكل جانبية . و تعهد علي العريض أمام المصابين وعائلاتهم بأن الدولة ستقف صفًا واحدًا لتتحمل مسؤولياتها في العناية بالضحايا و توفير كل المستلزمات و الظروف للعلاج و التأهيل، إضافة إلى متابعة حالاتهم على المستوى المهني و الاجتماعي و حفظ كل حقوقهم باعتبار ذلك واجبا وطنيا و ليس منّة . وفي سياق متصل، ذكر مصدر أمني لـ"العرب اليوم" أن وحدات الجيش الوطني قصفت المنطقة الملغّمة في جبل الشعباني قرب الحدود الجزائرية، بـ 27 قذيفة هاون، بهدف ﺗﻔﺠير الألغام التى قام بزرعها إرهابيون متحصنون بالمرتفعات والغابات المحيطة بالمنطقة الجبلية، فيما تعمل وحدات الجيش التونسي  وعناصر الحرس الوطني على تطويق منطقة القصف بجبل الشعانبي قصد محاصرة المسلحين وتضييق الخناق عليهم.  هذا وقامت فرق مختصــة تابعة للجيش التونسي من "المختصين في الهندسة العسكرية وكسح الألغام " بتنظيف المكان الذي وقع بـه  انفجارات الثلاث، في منطقة جبال الشعانبي من محافظة القصرين، ما أسفر عن إصابــة عدد من ضباط الحرس  والجيش بإصابات خطيرة فى الوقت الذى كانوا بصدد المشاركة فى عمليات تمشيط للبحث عن عناصر إرهابية متحصنة بالفرار فى هذه المنطقة . من جانبه روى أحد عناصر الأمن التونسيين الذين أصيبوا في العملية وبُترت ساقه، تفاصيل الواقعة، لافتا إلى أنه وبعد إصابة ضابطين في التفجير الأول قام فوج آخر بحراسة المنطقة ومواصلة عملية التمشيط إلا أنهم فوجئوا بـ6 خيام أخرى يرجح أنها تابعة لعناصر إرهابية، وأضاف "لما اقتربنا لتفتيش الخيام فوجئنا بأن محيطها مفخخ بالألغام وقد أصبت أنا واثنين من زملائي في العملية". وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي ، أنّه تم الاستنجاد بتعزيزات أمنية إضافية من وحدات الحرس والجيش إلى جبل الشعانبي وأنّ عملية التمشيط متواصلة من قبل الوحدات الأمنية والعسكرية لاستئصال كلّ خطر إرهابي. على صعيد اخر، نفت مصادر عسكرية موثوقة ما تمّ تداوله على صفحات بعض المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن اندلاع مواجهات بين قوات الجيش التونسي ومجموعة جهادية مسلّحة في محافظة القصرين.