تمكنت أجهزة الأمن الأسبوع الماضي من ضبط ثلاثة مخابئ جديدة للمتفجرات والقنابل اليدوية وقذائف الهاون في سيناء يرجح أنه كان سيتم تفريغ المادة المتفجرة منها تمهيداً لتهريبها إلى قطاع غزة، ما أثار قلق أجهزة الأمن المصرية من كثرة المخابئ الجبلية السرية للمتفجرات التي تم ضبطها أخيراً.    وقالت مديرية أمن شمال سيناء في بيان لها إن فريق البحث الجنائي في المديرية تمكن من ضبط مخزن من مخلفات الحروب السابقة في إحدى المباني المهجورة في منطقة خالية من السكان في مدينة رفح كان يحتوي على 23 قطعة عبارة عن (دانات مدفعية بعضها سبق تفجيرها وأُخرى لم يتم تفجيرها- أجزاء من صواريخ – قطع أُخرى من معدات عسكرية ) يعلوها الصدأ الشديد.    وتم في وقت سابق من الأسبوع الماضي ضبط مخبأ آخر للمتفجرات شرق العريش كان يضم 15 قنبلة يدوية ، كما عثر على مخبأ في القطاع الأوسط من سيناء يحتوى على عدد من الطلقات المضادة للدبابات.    وقالت مصادر أمنية مصرية إنه لم يتم ضبط أي مشتبه فيهم عند مخابئ الأسلحة والمتفجرات التي تم ضبطها في سيناء مما يزيد من غموض هذه التجارة السرية.    وأضافت أن لدى أجهزة الأمن قلقاً تجاه اكتشاف هذه المخابئ وعدم توافر معلومات كافية عن القائمين على هذه التجارة على الرغم من ضبط كميات كبيرة من المتفجرات خلال الفترة الماضية.    وتابعت المصادر أن بعض السكان المحليين في سيناء لديهم معرفة تامة بأماكن دفن الألغام الأرضية وقذائف الهاون من مخلفات الحروب العربية /الإسرائيلية في المنطقة، حيث يقومون بجمعها واستخلاص المواد المتفجرة منها وتهريبها إلى قطاع غزة.    وأضافت أن أجهزة الأمن تقوم بحملات أمنية مكثفة وعمليات تمشيط بحثاً عن هذه المخابئ وذلك بالاستعانة بمقتفيي الأثر من بدو سيناء.    وأكدت المصادر أن أجهزة الأمن المصرية تقوم بواجبها كاملاً في مراقبة الحدود بين مصر وغزة لمنع عمليات التهريب التي تتم.    ويستخدم المهربون صبية صغار السن في جمع القذائف والدانات التي لم تنفجر وهي عادة من مخلفات الحروب العربية / الإسرائيلية التي شهدتها سيناء، حيث يتم تفريغها من مادة "تي إن تي" لبيعها بالكيلو وتهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.    ويصل سعر المادة المتفجرة المستخرجة من الديناميت إلى نحو 10 آلاف جنيه مصري للطن وهي مادة تشبه الدقيق الأبيض، أما مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار والتي تستخرج من القذائف الصاروخية والدانات والألغام ويطلق عليه المهربين اسم "مكروني" فيتراوح سعرها بين 40 إلى 45 ألف جنيه.    وتعتمد هذه التجارة على الأسلحة من مخلفات الحروب والتي يتم العثور عليها مدفونة في الرمال بفعل العوامل الجوية، كما أن تفريغ المادة المتفجرة من الأسلحة لا يحتاج إلى خبرة كبيرة وأن عدداً من العاملين في هذه التجارة لقوا حتفهم لسبب انفجار الألغام فيهم أثناء جمعهما، ويمكن استخراج نحو 12 كيلو غراماً من القذيفة الصاروخية الواحدة للمدفعية.    وكثفت أجهزة الأمن من إجراءاتها الأمنية خلال الفترة الأخيرة من أجل ضبط هذه المخابئ التي عثر على معظمها في وسط سيناء في مناطق صحراوية وأيضا في مناطق قريبة من الحدود بين مصر وغزة ورفح والشيخ زويد.    وقال مصدر أمني أن حملات أمنية مكثفة شارك فيها العشرات من رجال الأمن في شمال سيناء خلال شهر نيسان /أبريل الماضي عقب الإعلان عن ضبط خلية حزب الله استهدفت ضبط أي مشتبه في تورطهم في عمليات الإتجار وتخزين الأسلحة.    ولم يفصح المصدر عن عدد المتورطين الذين ألقي القبض عليهم خلال هذه الحملات إلا أن مصادر بدوية قدرت عددهم بالعشرات.    وترجح المصادر الأمنية أن المهربين يقومون بجمع مخلفات الحروب لاستخلاص مادة (تي.إن.تي) شديدة الانفجار منها وتهريبها إلى قطاع غزة لتستعمل في صناعة أسلحة محلية في القطاع الذي هاجمته إسرائيل منذ شهور قائلة أنها تريد وقف القذائف الصاروخية والمدفعية التي تسقط من القطاع على مدن وبلدات في جنوبها.    وشددت مصر من إجراءاتها الأمنية على هذا النوع من التجارة في أعقاب تفجيرات سيناء التي وقعت في طابا ونويبع ودهب وشرم الشيخ والتي أشارت أوراق محاكمة المتهمين إلى ان المتفجرات التي استخدمت تم استخراجها من الألغام الأرضية ثم تعبئة مادة تي إن تي في اسطوانات غاز وإخفائها في السيارات التي استخدمت في تنفيذ التفجيرات.   وتقول إسرائيل إن النشطاء في غزة يحصلون على أسلحة ومتفجرات تهرب من الأراضي المصرية عبر أنفاق سرية تحت خط الحدود مع القطاع.    وتعرضت مصر لضغوط أميركية وإسرائيلية لإظهار أنها تعمل على كبح عمليات التهريب على الحدود مع غزة .