الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقف عقبة أمام الجهود الأميركية والدولية لإحراز تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين، وأنه على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب معرفة ذلك.

وأضاف أبو الغيط، خلال كلمته أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية رقم 148، الثلاثاء، أنه على إيران وقف تدخلاتها في الشئون العربية للدول الأعضاء في مجلس الجامعة، ووصف ما حدث في العراق أخيرًا من دحر للتنظيمات المتطرّفة وسحقها بمثابة "أشعة نور" بعد أن كان تنظيم “داعش” يحتل نحو ثلث مساحة العراق، ولكنه خسر أكثر من 90 % من الأراضي التي كان يسيطر عليها.

وقال أبو الغيط، خلال كلمته في أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب، الثلاثاء، "لا يكفي أن تُجتث “داعش” من مدننا بل يتعين العمل، في أسرع وقت، على إعادة الحياة إلى طبيعتها في هذه المدن من أجل استعادة الاستقرار، إن هناك نحو 700 ألف من النازحين من الموصل، الذين لن يعودوا إلى بيوتهم قبل نهاية العام الحالي، والعدد أكبر بكثير فيما يخص المحافظات والمدن الأخرى، الأمر الذي يتطلب دعم الجهود الدولية والعربية التي تُبذل على الصعيد الإنساني في المشرق العربي؛ سواء من أجل إعادة اللاجئين وإعادة الإعمار في العراق، أو من أجل دعم اللاجئين وتقديم المساعدة للسُكان المدنيين فيما يتعلق بسوريا، وبخاصة اللاجئين في لبنان والأردن".

وأشار أبو الغيط إلى أن "القضاء على “داعش” هو بداية استعادة الوطن بعد استرداد الأرض، الوطن إيمان بالمصير الواحد ووعي بالماضي المشترك واستعداد للتعايش من أجل العبور إلى المستقبل، أثق في أن العراقيين، بعدما نجحوا في اختبار التحرير، سوف ينجحون في اختبار التغيير، لا يكفي استئصال شأفة “داعش”، وإنما يتعين مواجهة الظروف التي خلقتها من الأصل، ينبغي أن يكون هذا الانتصار فاتحة فصل جديد في تاريخ الجمهورية، فصل تكتبه كافة مكونات الدولة العراقية، بلا إقصاء أو استثناء أو نبذ، فصل عنوانه الحفاظ على الوطن بكيانه وحدوده ووحدة ترابه".

وأكد أبو الغيط على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعلى رأس تلك القواعد احترام السيادة، وهذه القواعد وتلك القيم هي عماد ذلك النظام وجوهر الرابطة بين دوله الأعضاء ولا شك أن المنظومة العربية كلها تزدهر ويشتد عودها عندما تحترم قيم وقواعد النظام العربي، والاستهانة بهذا النسق المستقر من القواعد والقيم يؤذي أمن العرب الجماعي، ويضعف صورتها أمام العالم.

وقال أحمد أبو الغيط، إن عالمنا العربي يمر بظروف استثنائية تبعاته حاضرة على المستوى السياسي، وأن أزمات المشرق متداخلة بينما تعد الأزمة السورية جرحا غائرا في قلب الأمة العربية، وأن المرحلة الحالية من الأزمة السورية تتطلب إعادة تقييم الموقف ووضع مصلحة الشعب أولا، لافتا إلى أن الوضع في مناطق خفض التصعيد ليس مثاليا لكنه يسمح بإدخال المساعدات للسكان.