المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية

اعتبر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن مصر عادت إلى القيادة الإقليمية، مشيرا إلى أن الديناميكيات الإقليمية المتغيرة دفعت مصر لتبني سياسة خارجية أكثر نشاطًا والاستثمار في أشكال جديدة من التوافق الإقليمي. وأوضح المجلس في تقرير له أن مصر بعد عقد من الاضطرابات الداخلية، تتطلع إلى استعادة دورها السابق كلاعب إقليمي رئيسي، مشيرا إلى أن تزايد الاستقرار في الداخل وتحسن الآفاق الاقتصادية والانفراجة الأخيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أدت إلى تعزيز مشاعر الثقة بالنفس في القاهرة. وأشار إلى أن مصر سعت مؤخرًا إلى تحسين علاقاتها مع الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى،حيث تبحث القاهرة عن مواقع نفوذ جديدة في أجزاء مختلفة من جوارها، لافتا إلى أن الصراع بين حركة حماس وإسرائيل أتاح لمصر فرصة لإعادة إظهار دورها التقليدي كمحاور دولي رئيسي بشأن القضايا الأمنية.

ونوه التقرير إلى أن مصر حازت على تقدير دولي لمساعدتها في تأمين نهاية سريعة نسبيًا للصراع بين إسرائيل وحماس الذى استمر 11 يومًا في مايو الماضى، لتذكر جيرانها وبقية العالم، بأنها كجار مباشر لقطاع غزة تظل الشريك الأقوى في الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار، لافتا إلى تبني مصر موقف أكثر براجماتية تجاه حماس بتوسطها في اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركة وإسرائيل. كما أشار التقرير إلى مناقشات جارية بين القاهرة وواشنطن والدوحة حاليا بشأن الترتيبات الخاصة بالمساعدة في تنمية قطاع غزة. وذكر أيضا أن مصر سعت إلى بناء تحالفات جديدة قائمة على العلاقات التاريخية، حيث تعمل القاهرة الآن من خلال الشراكة مع الأردن والعراق على إنشاء تحالف عربي بشكل كامل.

وأضاف التقرير أن هذا التحالف عقد خلال العامين الماضيين، العديد من الاجتماعات الثلاثية كان آخرها في بغداد، شملت تعهدات بتنفيذ مشروعات للبنية التحتية، وتوفير الطاقة لبعضهم البعض، وتعزيز علاقاتهم التجارية، وقد رحبت الولايات المتحدة بتلك الجهود، لا سيما لقدرتها على تقليل اعتماد العراق اقتصاديا على إيران. وتطرق التقرير أيضا إلى الأزمة الليبية، موضحا أن مصر سعت في الأشهر الـ 12 الماضية للمساعدة في صياغة ترتيب دبلوماسي ساعد في دعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، لافتا إلى أنه بينما تمضي القاهرة قدما في دعم خارطة الطريق الليبية، فإنها تواصل إثارة قضية تواجد المرتزقة والقوات الأجنبية في ليبيا.

كما أشار التقرير إلى أن نشاط مصر الإقليمي المتزايد يمتد ليشمل سوريا، معتبرا أنها تسعى الآن إلى دور كزعيم عربي في عملية أستانا التي تتألف من تركيا وإيران وروسيا، وأن يكون لها دور أيضا في أجندة إعادة إعمار سوريا.ولفت كذلك إلى أن التهديدات الرئيسية على طول حدود مصر بما في ذلك المخاوف بشأن الأمن المائي والحرب في ليبيا، دفع القاهرة إلى إعادة التواصل مع شركائها الأوروبيين من أجل المساعدة في هذه القضايا. كما أشار التقرير إلى أن مصر أصبحت أكثر انفتاحًا على مناقشة مسائل مثل حقوق الإنسان مما تفترضه العواصم الغربية أحيانًا. وأوصى التقرير الاتحاد الأوروبي بالمشاركة النشطة مع التحالف الذى يضم مصر والأردن والعراق لدعم السياسات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة التي تعزز اقتصادات البلدان الثلاثة، والعمل مع مصر من أجل تهدئة النزاعات وتعزيز التنمية الاقتصادية وحماية الأمن المائي في المنطقة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

رئيس المجلس الأوروبي يعرب للسيسي عن تقديره لجهود مصر في غزة

 

القضاء الأوروبي يأمر بسحب عائشة القذافي من القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي