مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- أن كل جهد يبذل من أجل التنمية والرقي بالوطن مسجل في سجل حسنات الإنسان. جاء ذلك خلال فعاليات ندوة "التأسلم السياسي" التي يحضرها فضيلة المفتي ووزير الشباب الدكتور أشرف صبحي وتنظمها وزارة الشباب، من أجل توعية الشباب وعدم الخلط بين المفهوم الديني والمفهوم السياسي. وقال فضيلته: مصر لن تسقط بحال من الأحوال لكثير من المقومات التي تكتنفها العناية الإلهية، حيث ذكر الإمام السيوطي أن مصر ذكرت في القرآن أكثر من ٣٠ مرة، وذكرت ما يقرب من ٧٠ مرة تلميحًا، كما ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه وأوصى بها حينما قال: "استوصوا بأهل مصر".

وأشار فضيلته إلى أن عمرو بن العاص ذكر على المنبر رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولمَ ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة»، و«إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير جند الله»، «إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم في رباط إلى يوم القيامة». لذلك نجد هذه الخيرية متأصلة في الجندي المصري بشكل خاص والأسرة المصرية بشكل عام.

وتابع أن استغلال الدين للوصول إلى السلطة أمر مذموم ومرفوض، وهو نهج جماعة الإخوان التي أرادت احتكار الحق والحقيقة، وفرض سيطرتهم على كافة مفاصل الدولة. وأضاف فضيلة المفتي: نحن نفرح فرحة شديدة عندما نجد إنجازًا لشباب الجامعات، سواء في مجال البحث العلمي أو غيره من المجالات. وقال فضيلته: "نحن في حاجة إلى الحوار الأسري في عصر الموبايلات الذكية"، داعيًا الشباب إلى ضرورة تنمية علاقتهم بآبائهم، مشيرًا إلى أنه ورد في الأثر: ثلاثة النظر إليهم عبادة: النظر في المصحف ووجه الوالدين والكعبة المشرفة.

وأكد مفتي الجمهورية أن الشريعة موجودة بالفعل ومطبقة في مصر ولم تغب يومًا ما عن مجتمعاتنا، لافتًا النظر إلى أن الدعوات التي تطالب بتطبيق الشريعة هي دعوات مغرضة؛ لأنها مطبقة بالفعل، ولكنهم يعملون على دغدغة مشاعر الناس مثلما فعل الخوارج في عهد الإمام علي.

وقال فضيلته: "معركتنا هي معركة وعي وعلينا أن نختار من المعلومات ما ثبت صحته"، مضيفًا أننا نحتاج أن نكون في وعي تام لأننا في مرحلة حرب العقول؛ لذا يجب أن نلجأ للمتخصصين في كل مجال للتثبت من كل أمر. وثمَّن فضيلته الجهد المبذول من رئاسة مجلس الوزراء في الرد الشائعات التي تتردد يوميًّا. قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية : إن التأسلم السياسي خطر على الأوطان، وعلماء الأزهر بذلوا -ولا زالوا يبذلون- الكثير من الجهود لمواجهته ومواجهة الفكر المتطرف، واستغلال الدين.

وأضاف أننا في حاجة إلى تكاتف المؤسسات الدينية وغيرها من مؤسسات الدولة لمواجهة التأسلم السياسي، كما أننا بحاجة إلى شباب واعٍ مدرك لهذه الأخطار. وأشار إلى أن الشعب المصري أدرك خطر جماعة الإخوان، ولفظوا فكرهم وما يبثونه من سموم عبر قنواتهم الإعلامية. وفرق فضيلة المفتي بين التدين والتشدد، فالتدين يكون مهذبًا متفقًا مع ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن المتدين الحق يلجأ لأهل الاختصاص، ويأخذ فتواه من مصدر موثوق به، ومتخصص، ولا يلجأ لغيرهم حتى لا يضل الطريق. وفي ختام الندوة كرم معالي وزير الثقافة فضيلة مفتي الجمهورية، بمنحه درع الوزارة؛ تقديرًا لما بذله من جهود في مواجهة الفكر المتطرف والتأسلم السياسي.

قد يهمك ايضا

مفتي الجمهورية يدين اعتداء الحوثيين على مطار أبها السعودي

شوقي علام يكشف عن صدور 4 آلاف فتوى عن الطلاق شهريًا