الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من المخاطر والتحديات التي تحاصر العالم العربي، ودعا إلى أهمية وضع استراتيجية للتعامل معها، خصوصاً في ظل مرور المنطقة بـ«مرحلة مأساوية».

وخلال محاضرة ألقاها أبو الغيط أمام المجلس المصري للشؤون الخارجية، أمس، تناول الأمين العام «المخاطر غير المسبوقة التي يمر بها النظام الدولي خلال المرحلة الحالية»، وأكد أن «الأوضاع العالمية تمر بحالة من السيولة والتغير السريع، كما تشهد عودة للصراع بين القوى الكبرى، وتآكلاً للقواعد المستقرة التي تأسس عليها نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية».

وأضاف أن «التضافر بين ظواهر مختلفة مثل صعود التيارات اليمينية، وعودة القومية في صورها المتطرفة، تُنذر باضطرابات مقبلة، وأن ظواهر أخرى مثل التغير المناخي، وتزايد الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، قد تخرج عن السيطرة وتزيد من حال السيولة وانعدام اليقين».

وأشار أيضاً أبو الغيط إلى أن «الوضع العربي يمر بمرحلة مأساوية، وأنه يعاني من حالة من التشرذم والتفتيت بما يجعله عاجزاً عن التعامل الفعّال مع التحديات الخطيرة التي يفرضها الوضع العالمي في المستقبل».

وشدد أبو الغيط على أن «جامعة الدول العربية ما زالت تُمثل الإطار الوحيد الذي يمُكّن العرب من مناقشة مشكلاتهم والتعامل معها بصورة جماعية، إلا أن غياب الإرادة السياسية وضعف الدعم من جانب الدول في بعض الأحيان يقلل من هامش حركتها وفاعليتها في التعامل مع التحديات والمخاطر التي تواجه العالم العربي خصوصاً على الصعيد الاستراتيجي».

وأكد الأمين العام للجامعة العربية أنها «تستمر في القيام بدورها رغم ذلك من خلال السعي إلى تحقيق التكامل والتنسيق بين الدول العربية في ما يتعلق بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية».

على صعيد آخر، التقى أبو الغيط وفداً من مجلس أمناء «مركز نظامي جانجافي الدولي»، والذي يعمل في مجال التقريب بين الثقافات والأديان، برئاسة الدكتور إسماعيل سراج الدين وعضوية 13 من رؤساء الجمهوريات والوزراء السابقين من المنطقة العربية وأوروبا وآسيا، وعمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية.

وأوضح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن المركز يضم في عضويته لفيفاً من القامات السياسية والثقافية والقيادات السياسية رفيعة المستوى التي تسعى إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات ونشر المعرفة من خلال إثراء التفاهم بين الثقافات والشعوب، خصوصاً في ما يتعلق بتعزيز التواصل بين العالمين الإسلامي والغربي.

وأشار عفيفي إلى أن «المجتمع الدولي يواجه تحديات غير مسبوقة خلال المرحلة الحالية، وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الحكماء وأصحاب الخبرة والتجربة لتأسيس جسور التواصل بين الحضارات والثقافات والشعوب، وبما يقطع أيضاً الطريق أمام أصحاب الأجندات المتطرفة الرافضة للآخر».

وأضاف المتحدث الرسمي أن أعضاء وفد المركز حرصوا بدورهم على تأكيد أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة العربية في مجال تعزيز الحوار بين الثقافات، معبرين عن تطلعهم لاستمرار التواصل والتعاون مع الجامعة في هذا الصدد، وقدموا دعوة للأمين العام للمشاركة في المؤتمر السنوي للمركز والمقرر عقده في مطلع العام المقبل في العاصمة الأذربيجانية باكو.