صدر حديثا عن دار "زويه" السويسرية الترجمة الفرنسية لرواية "الرهينة" للكاتب اليمنى الكبير زيد مطيع دماج وترجمتها عن العربية ندى غصن . وفى إطار إصدار الترجمة الفرنسية نشرت صحيفة "لوموند " الفرنسية مقالا احتفائيا بإعادة ترجمة الرواية إلى الفرنسية، معتبرة الفكرة جميلة ومباركة، وفيها ذكرت الكاتبة أن دماج منح يمن الأربعينات "التعيسة" لونا ودما بلغة شعرية متمردة . الرهينة" هو صبى فى الثانية عشرة من عمره، اعتُقل فى منزله بطريقة تعسفية، عقاباً لأسرته المُعارضة لنظام الحــــاكم المستــبد. وكما جرت العادة، نُقل الفتى إلى قلعة الرهائن حيث يُحتجز الفتية إلى حين استسلام آبائهم ورضوخهم لنظام الحاكم الجائر. لكنّ بعضهم هم أكثر حظاً من غيرهم، إذ يتمّ نقلهم إلى قصر من قصور الحاكم أو أحد نوّابه للعمل كـ «دويدار»، وهذا ما جرى مع الراوى نفسه. وما كان انتقاله إلى ذاك القصر إلاّ صدمة أخرى فى حياة الصبى الذى يقف على عتبة بلوغ الحلم. يتقاسم «الرهينة» غرفته مع «الدويدار» المُكلّف بتدريبه، وهناك تنشأ علاقته الوطيدة مع نافذة الغرفة المطلّة على جناح الشريفة حفصة، أخت الحاكم. والمعلوم أنّ الدويدار هو عمل يقوم به فتية صغار يتقربون من حريم القصر، يخدمونهم، من غير أن يُسمّوا خدّاماً، فهم أعلى شأناً من الخدم وأقلّ شاناً من المُرافقين. يعيش الفتى الريفى صدمة الحياة فى ذاك القصر/ السجن، ولا يجد مهرباً من ذاك المنفى الكبير إلاّ من خلال أحاديثه مع صديق غرفته، والنافذة الصغيرة. تلك النافذة تتحوّل إلى حيّز مهم فى حياة الراوى/ البطل. إنّها تقع فى الوسط بين الداخل والخارج، بين القصر والمجتمع، بين الذات والآخر. ومن خلال هذه النافذة تتولّد مشاعر الرهينة تجاه الشريفة الجميلة، فيُراقبها وهى تجلس بجانب نافذتها، تفرد شعرها المموّج وترتدى الشفّاف من الملابس: «قمت إلى النافذة، ما يُشبه النافذة، لكى أتأمّل النجوم وبصيصاً من ضوئها. صورتها مازالت أمامي، بصوتها الرخو والمبحوح الذى ملأ مسامعي...». ولكن سرعان ما يتحوّل هذا الإعجاب إلى رغبة جامحة تشطر الراوى اليافع بين مشاعر الحبّ والتمرّد، وبين الرغبة والحرية.