توصل فريق من العلماء الأمريكيين إلى أن التدخل الجراحى يعد الخيار الأمثل والأفضل لعلاج عدم انتظام ضربات القلب دون التسبب في آثار جانبية أكثر خطورة بالمقارنة بالأدوية القياسية المستخدمة في علاج نوبات عرضية من الرجفان الأذيني. ويشخص الرجفان الأذيني عند تذبذب الإشارات الكهربائية للقلب فى غضون دقيقة، مما يتسبب عمل الغرفة العلوية من القلب بمعدلات أعلى من المعتاد بطريقة متقطعة لتجمع الدم فى القلب مما يزيد من مخاطر حدوث الجلطات التى قد تنتقل بدورها إلى المخ وتسبب السكتات الدماغية القاتلة. يعاني حالياً ما يقرب من 3 ملايين أمريكى حالات الرجفان الأذينى، حيث تواصل معدلات الإصابة ارتفاعها بسبب تقدم أعمار الكثيرين من الأمريكيين وذلك وفقا لأحدث التقديرات الصادرة عن “مركز الوقاية ومكافحة الأمراض الأمريكي. كانت الضوابط التوجيهية الطبية توصى باستخدام الأدوية كخطوة أولية للسيطرة على الحالة المرضية فى حال كونها بسيطة، فى الوقت الذى لا تحمل فيه هذه الأدوية أية آثار جانبية وتعد آمنة حيث يتم الاستعانة بها على مدى مابين الـ 20 و30 سنة الماضية. يأتي ذلك فى الوقت الذى تشير فيه الأبحاث إلى أن هذه العقاقير لا تعالج سوى مابين 40 إلى 50 % من مرضى الرجفان الأذينى فقط. وأوضحت الدراسة الجديدة التى نشرت فى العدد الأخير من مجلة “الجمعية الطبية” الأمريكية فى معرض أبحاثها التى أجريت حول أفضلية الخيار الجراحى لعلاج الرجفان الأذينى على الخيار الدوائى. كانت الأبحاث قد أجريت على عينة عشوائية بلغت 127 مريضا تراوحت أعمارهم مابين 18-75 عاما، تم تشخيص إصابتهم بالرجفان الأذينى حديثا خضع البعض منهم للعلاج بواسطة العقاقير الطبية فى الوقت الذى خضع البعض الآخر لتدخل الجراحى الذى اعتمد على استخدام مسبار صغير يتم تسخينه لتدمير مناطق معينة فى الغرفة العلوية اليسرى للقلب فى محاولة لمنع الإشارات الكهربائية الخاطئة وفقا “لمعهد أبحاث أمراض القلب والدم “بالولايات المتحدة. وأشارت المتابعة على مدى عامين، إلى أن أكثر من ثلثى المرضى البالغ عددهم 61 مريضا بدأوا فى تناول عقار”فليكانيد”، بينما تناول 25% عقار “بروبافينون”، بينما خضع 66% من المرضى إلى الخيار الجراحى، طبقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”. وأسفرت المتابعة فاعلية ونجاح الخيار الجراحى فى تخفيف نحو 50% من الأعراض السلبية لمرض الرجفان الأذينى بالمقارنة بنحو 30% للعقاقير الطبية.