دون تقليص السعرات الحرارية ، فإن تبنى حمية البحر المتوسط الغنية بزيت الزيتون الخالى من الدهون المشبعة قد يحمى الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية للإصابة بأمراض القلب والسكر. فقد عكف فريق من العلماء الأمريكيين على تحليل بيانات أكثر من 3,500 ألف شخص معرضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب إلا أنهم انتظموا فى اتباع النظام الغذائى الخاص بحمية البحر المتوسط حيث لوحظ حدوث تراجع بنسبة 30% فى فرص الإصابة بمرض السكر النوع الثانى على مدى الأربع سنوات التى أجريت خلالها الدراسة مقارنة بالحمية والنظام الغذائى قليل الدسم. كما أظهرت التجارب العشوائية أن التدخلات والتغيرات فى نمط الحياة تعزز فرص فقدان الوزن الزائد بالإضافة إلى قدرتها على فرص الإصابة بمرض السكر النوع الثانى ، إلا أن هذه التغييرات الغذائية دون التقيد بالسعرات الحرارية المتناولة أو ممارسة نشاط بدنى قد لا يعزز من فرص الوقاية من الأمراض خاصة السكر بصورة كبيرة. كانت الأبحاث الطبية السابقة قد أشارت إلى إمكانية أن تلعب الأنظمة الغذائية لدول البحر المتوسط دورا فى الوقاية من عدد الأمراض من بينها القلب والسكر. تتميز حمية البحر المتوسط باحتوائها على كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة وغنية بالحبوب الكاملة والألياف الطبيعية والأسماك الغنية بالدهون الغير مشبعة ومادة الأوميجا -3 فهى منخفضة فى اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان عالية الدسم المصدر الرئيسى للدهون المشبعة . وشدد الباحثون على أنه بالإضافة إلى كونها الأكثر فائدة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب ، يعتقد أن حمية البحر المتوسط تلعب دورا هاما فى تقليل الالتهابات فى جميع أنحاء الجسم ليصبح لها تأثيرا واضحا لمرض السكر. تشخص الإصابة بمرض السكر عندما تعجز خلايا الجسم مقاومة "الانسولين" وعدم قدرته على إفراز هذا الهرمون بالقدر الكافى لآلية التمثيل الغذائى فى الجسم ليظل "الجلوكوز" فى مجرى الدم ليرتفع فى بعض الأحيان إلى مستويات عالية بشكل خطير .