رغم أن الشيخوخة أمر لايمكن إيقافه، إلا أن أطباء ألمان يسعون لتحقيق حلم الكثيرين في المحافظة على الشباب باستخدام طرق علاجية مختلفة تساعد على تأخير مسار الشيخوخة عبر العلاج بالهرمونات أو عمليات التجميل مثلا. "أسعى جاهدة لفعل كل مايمكن القيام به، كي أتصدى للشيخوخة وأمراضها" هكذا عبرت الكسندرا (50 عاما) عن قلقها من تقدمها في العمر، فالكسندرا تتمنى أن تحافظ على شبابها مادفعها للقيام بعدة عمليات تجميل بغية تحقيق أمنيتها. الخوف من الشيخوخة ليس حال الكسندرا فحسب، فرغم مخاطر عمليات التجميل إلا أن الاحصائيات الألمانية تؤكد تزايد الإقبال على علميات التجميل للمحافظة على الشباب، كشفط الدهون وشدّ عضلات الوجه وغيرها من قبل الرجال والنساء على حد سواء، ليصبح طبّ التجميل من أهم أقسام طبّ مكافحة الشيخوخة في ألمانيا. وبالرغم من التطور الهائل الذي يشهده طبّ مكافحة الشيخوخة في ألمانيا، إلا أن التقدم في العمر هو أمر لا يمكن إيقافه حسبما مايؤكد الطبيب جلال عثمان أخصائي أمراض الدماغ والأعصاب في برلين في حديث له مع DW، فالشيخوخة حسب تعريفه "هي عملية حيوية تصيب الخلايا بمرور الزمن فتصبح غير قادرة على الانقسام والتجدد ذاتيا" ما يزيد نسبة الإصابة بالأمراض بسبب عدم قدرة الخلايا على إصلاح ما أصابها من خلل. وهو ما تراه طبيبة النساء تانيا بايرالمتخصصة في مكافحة الشيخوخة أيضا، فبالنسبة لتانيا لايمكن لطب مكافحة الشيخوخة القيام بمعجزات. وتؤكد تانيا على أن مكافحة الشيخوخة  تكون  بجعل مسارها بطيئا، وتضيف قائلة " للأسف، لا يمكننا وقف الشيخوخة، لكن يمكن مرافقتها طبيا للمحافظة على سلامة الجسم ودعمه عبر العلاج بالهرمونات مثلا". كيف نؤخر مسار الشيخوخة؟  ويعد العلاج بالهرمونات من أهم الطرق المتبعة في مكافحة الشيخوخة، إذ يتم تناول الهرمونات على شكل حبوب أو عبر لصقات خاصة توضع على الجسم، لترتفع بذلك نسبة الهرمونات داخل الجسم  إلى ما كانت عليه في فترة الشباب، ما يؤدي إلى تأخير الشيخوخة حسبما تشرح الطبيبة تانيا وتستطرد قائلة "لابد من وضع برنامج علاج لمكافحة الشيخوخة خاص بكل مريض ويتماشى مع احتياجاته الفردية". ويوافق الطبيب هايكو ليدكته أخصائي التغذية الطبيبة تانيا في رأيها، ويؤكد في الوقت ذاته على أن تقنيات الطب الحديث قادرة على الحد من أعراض الشيخوخة، مايساعد على تجنب الأمراض المرافقة لها كأمراض الأوعية الدموية مثلا ويضيف موضحا "يعكس عمر الإنسان عمرالأوعية الدموية في جسمنا، ويمكن التغلب على الأخطار الناتجة عن خلل في الأوعية الدموية بتغيير نمط حياتنا أو عبر الوسائل الطبية الحديثة بشكل يضعف إيقاع الشيخوخة بالنسبة لهذه الأوعية".  الوقاية من أمراض الشيخوخة ورغم دور الجينات في تحديد متوسط عمر الإنسان، إلا أن الطبيب جلال عثمان  يؤكد على أن الالتزام بنمط حياة صحي ومنتظم كفيل في تأخير مسار الشيخوخة. إذ ينصح بضرورة ممارسة  الرياضة والابتعاد عن التدخين وعدم المبالغة في تناول الكحول وتناول الفواكه والخضار باستمرار للتقليل من أعراض الشيخوخة المرتبطة بمظهرنا الخارجي، ويشير الطبيب عثمان أيضا إلى ضرورة المواظبة على القراءة يوميا وإجراء  تمارين ذهنية، للوقاية من الإصابة بالخرف  أحد أهم الأمراض التي تصيب الخلايا الدماغية مع التقدم في العمر.  تناول الخضار والفواكه باستمرار يساعد على تأخير الشيخوخة وإلى جانب اتباع نمط حياة صحي، يلجأ بعض مختصي مكافحة الشيخوخة إلى وصف مستحضرتا من الفيتامينات للمحافظة على الشباب، وهو علاج يثير جدلا كبيرا بين الأطباء حول فعاليته وقدرة الفيتامينات في المحافظة على صحة الجسم وشبابه، حسبما يؤكد الطبيب عثمان مشيرا إلى أن طب مكافحة الشيخوخة هو موضوع جدال حاد في الأوساط الطبية الألمانية، فالطرق المتبعة لم تنجح في تحقيق الهدف المنشود حتى الآن.