أثبتت نتائج دراسة حديثة أن التفاؤل من أهم العوامل المفيدة للصحة، حيث رأت الدراسة أن الأشخاص الذين يشعرون بأن الآخرين في حاجة إليهم وأن دورهم مهم بالنسبة إلى المحيطين بهم هم من يتمتعون بأكبر قدر من التفاؤل.تضمنت الدراسة عينة مكونة من 7 آلاف حالة بينهم من هؤلاء الذين يحددون توجهاتهم في الحياة بوضوح، مما يزيد لديهم الشعور بالتفاؤل، حيث أثبتت الدراسة أن 70% منهم أقل عرضة للأزمات والسكتات القلبية الناتجة عن الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتناول الكحوليات وغيرها من مسببات أمراض القلب، حيث يعمل التفاؤل على ضبط جهاز المناعة ودعمه في مقاومة تلك الأمراض.يجعل الاحتفاظ بغرض واضح من الحياة الإنسان أفضل صحيًا، ويحسن من أدائه البدني وصحته بصفة عامة، كما أن الاحتفاظ بهذا الغرض وتلك الأهداف التي يرى الإنسان أنه يعيش من أجلها، وهو أحد أهم أسباب زيادة التفاؤل، من شأنه أن يطيل العمر.يُذكر أن بريطانيا تشهد سنويًا 150 ألف حالة وفاة بسبب الأزمات والسكتات القلبية. وأكدت دراسات سابقة أن احتفاظ الإنسان بأنشطة مهمة والاستمرار في القيام بها بعد التقاعد من العمل يقع على جانب كبير من الأهمية في ما يتعلق بقدرة الإنسان على الاحتفاظ بالقدرات العقلية في حالة جيدة، حيث تتدهور الصحة العقلية للإنسان بعد التقاعد حال عدم ممارسة المتقاعد لأي نشاط مهم.وركزت دراسات سابقة على الآثار الضارة للعوامل النفسية السلبية مثل الاكتئاب والقلق، وهو ما يسير عكس اتجاه البحث الحالي الذي ركز على أثر العوامل النفسية الإيجابية مثل التفاؤل على صحة الإنسان، خاصةً حالة القلب والشرايين.وتمت في إطار هذه الدراسة الجديدة متابعة رجال ونساء في سن الخمسين فأكثر لمدة تراوحت بين أربعة وخمسة أعوام، حيث اجتاز هؤلاء اختبارات نفسية بينما كان الباحثون يسجلون الحالات التي تُصاب بالأزمات والسكتات القلبية من بين أفراد عينة الدراسة.أظهرت نتائج ما سبق من اختبارات ومتابعة هذه العينة أن الإحساس العالي بأن للإنسان دورًا في الحياة يؤدي إلى تراجع خطر الإصابة بالأزمات القلبية، فهؤلاء الأكثر تفاؤلًا والإحساس بالدور في الحياة ثبت أنهم أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية المفاجئة بنسبة 73% مقارنةً بمن هم أقل تفاؤلًا.