يعد الانتباذ البطاني الرحمي من بين أكثر الأمراض شيوعا لدى النساء، إذ يسبب هذا المرض المزمن أوراما وتكيسات في البطن تؤدي إلى الإصابة بآلام حادة تشبه التقلصات وقد تشكل عائقا أمام الحمل."أعاني من آلام حادة وغير محتملة في أسفل البطن وغالبا ماأشعر بأنني منهكة" هكذا تصف الشابة لورا آلامها أثناء فترة الحيض. ودفعت الآلام الشديدة لورا (25 ربيعا) لزيارة العديد من الأطباء بشكل متكرر وعلى مدى سنوات عديدة، ليتم تشخيص إصابتها بعد ست سنوات من المعاناة بمرض الانتباذ البطاني الرحمي حسبما تروي لورا وتستطرد قائلة " أسباب تأخر الحمل لدي ساعد الأطباء على اكتشاف المرض ".تختلف أعراض الإصابة بمرض الانتباذ البطاني الرحمي، وهو مرض مزمن و يصيب ملايين النساء مسببا لهن أوراما نسيجية وتكيسات في البطن. وتنشأ هذه الأورام بسبب نمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم في أماكن خارج الرحم لاينبغي أن تنمو فيها. ويفسر الأطباء أسباب نمو هذه الأنسجة هو تدفق الدم الذي يحتوي على خلايا من بطانة الرحم إلى منطقة البطن أثناء فترة الحيض.ففي نهاية الدورة الشهرية تنخفض نسبة الهرمونات في الدم، مايؤدي إلى اضمحلال الأنسجة المبطنة للرحم وخروجها على هيئة دم الدورة الشهرية، أما الأنسجة المخاطية التي تنمو خارج الرحم فتتضخم دون أن تجد طريقا لها للخروج مايؤدي إلى حدوث التصاقات داخل الحوض أو تشكل أكياس مليئة بالدم داخل المبيض. مايؤدي إلى حدوث التهابات في البطن ينتج عنها آلاما حادة وأورام.ويعد الشفاء من هذا المرض تماما أمر غير ممكن، ويتمثل العلاج في تخفيف أعراض المرض، كإجراء عملية جراحية لإزالة بطانة الرحم وأجزاء من المبايض كتلك العملية التي خضعت لها لورا. وفي حديثه مع DW يؤكد طبيب النسائية ماركوس فلايش على ضرورة متابعة العلاج بعد إجراء العملية، وذلك بإعطاء المريضة جرعات من الهرمونات لمنع نمو هذه الخلايا المخاطية من جديد ويضيف "من خلال جرعات الهرمونات يتم تخفيف انتاج هرمون الأستروجين الذي يعزز حدوث الانتباذ البطاني الرحمي". ويرى ماركوس أن الطب الحديث سيساعد لورا على تحقيق أمنيتها بالانجاب مؤكدا على أهمية تزويد الجسم ببعض المعادن كالكلسيوم والمغنيزيوم إلى جانب بعض الفيتامينات للسيطرة على هذا المرض .