ينفذ كرسي أبحاث انحرافات العمود الفقري في جامعة الملك سعود في الرياض، مسحا ميدانيا هو الأول من نوعه للكشف المبكر عن إصابات العمود الفقري بين عشرة آلاف طالب وطالبة في المرحلة المتوسطة في 40 مدرسة، وذلك ضمن حملة توعوية تثقيفية بالمرض، أطلقها الكرسي في خطوة ترمي لرصد المرض مبكرا وعلاج المصابين. قال لـ"الاقتصادية" الدكتور حسين آل ياسين، طبيب امتياز في مستشفى الملك خالد الجامعي ومدير الحملة التوعوية للكشف المبكر عن انحرافات العمود الفقري، إن "الجنف" مرض يطلق على المصابين بالانحناء أو الانحراف الجانبي للعمود الفقري لأكثر من عشر درجات، مشيرا أنه يطلق أيضا على المصابين بميلان أو اعوجاج أو تقوّس جانبي للعمود الفقري، منوها أن مرض "الجنف" من أشهر أنواع انحرافات العمود الفقري، ويتطور لدى المصابين خلال المرحلة العمرية بين (11 – 13) سنة من عمر المريض، لأن النمو أسرع في هذه الفترة. وبين آل ياسين، أنه عند حدوث "الجنف" فإن العمود الفقري ينحرف إلى أحد الجانبين ويلتف حول محوره العمودي، فيصاحبه تأثير على الشكل الخارجي للعمود الفقري والصدر والوظائف الحيوية، وعلى المدى البعيد ومع الحالات شديدة الخطورة عندما تزيد درجة الانحراف عن 90 درجة ينتج عنه مضاعفات صحية واضحة تؤثر على الجهازين التنفسي والقلبي. وأوضح آل ياسين، أن الحملة التي يطلقها الكرسي بإشراف الدكتور عبد المنعم الصديقي استشاري جراحة العظام والعمود الفقري والمشرف على كرسي أبحاث انحرافات العمود الفقري، سوف توضح نسب الإصابة لدى السعوديين، خاصة أن الحملة ستجري مسحا ميدانيا خلال هذا الأسبوع على، عشرة آلاف طالب وطالبة في 40 مدرسة من بعدها يحدد الكرسي نسبة انتشار "الجنف" في السعودية، منوها أن الدراسات العالمية تختلف في نسب الإصابة ولكن بشكل عام، يصاب خمسة أشخاص من كل ألف شخص بـ "الجنف". وبين آل ياسين، أن "الجنف" مرض مجهول الأسباب إلى الآن حيث ما زالت الدراسات مستمرة في دول العالم أجمع للتعرف عن ماهية هذا المرض، لافتا إلى أن المرض منتشر لدى الأطفال، وبشكل أكبر بين المراهقين خاصة الفتيات من سن التاسعة حتى الثالثة عشرة، ومن سن العاشرة إلى الخامسة عشرة لدى البنين، مشيرا إلى أن الفتيات أكثر إصابة بالمرض من الأولاد بما يقارب ثماني مرات لأسباب غير معروفة حتى الآن.