توصل باحثون إلى أن الأجسام المضادة التى مصدرها الإنسان قد تساعد فى القضاء على عدد من السلالات القاتلة من الأنفلونزا، بما فيها "أنفلونزا الطيور" و"الأنفلونزا الأسبانية" التى انتشرت فى العام 1918 وقتلت الملايين من البشر.على أن النتائج ليست نهائية، فقد أجريت التجارب على فئران مصابة ببعض أنواع الأنفلونزا وزراعة الخلايا، وأثبتت نجاحها، إلا أنها لم تجرب على البشر بعد. لكن العلماء أبدوا تفاؤلهم حيال استخدام الأجسام المضادة، وهى عبارة عن بروتينات ينتجها جهاز المناعة لمكافحة الأجسام الضارة فى الجسم، فى مكافحة فيروسات الأنفلونزا المختلفة، وفقاً للبحث، الذى موله المعهد الوطنى الأمريكى للأمراض المعدية والحساسية.فقد عزل الباحثون أنواعا من الأجسام المضادة البشرية، وزرعوها مع بعض أنواع الفيروسات المسببة للمرض. ويقول روبيرت ليدينفتون، مدير برنامج الأمراض المعدية فى معهد بيرنهام، إن "سعادتنا كانت كبيرة عندما وجدنا أن الأجسام المضادة حيدت أغلب أنواع الفيروسات المسببة للمرض بما فيها الأنفلونزا الموسمية"، التى تقتل أكثر من250 ألف شخص سنوياً.وتستخدم الأجسام المضادة فى معالجة العديد من الأمراض مثل السرطان، وبعض أمراض جهاز المناعة، لكن العلماء لاحظوا أن عدداً من الأجسام المضادة البشرية التى استنسخت مرة واحدة فى المختبر، استطاعت أن تحمى الفئران من الإصابة ببعض أنواع الأمراض التى تسببها فيروسات الأنفلونزا من بينها أنفلونزا الطيور. ويعتبر فيروس أنفلونزا الطيور H5N1 من أكثر الأنواع ضراوة، والذى تسبب فى قتل ملايين الطيور حول العالم، كما أدى إلى إصابة أكثر من 400 شخص بالمرض منذ عام 1997 توفى 65 فى المائة منهم.وأظهر البحث أن الفئران التى حقنت بالأجسام المضادة تعافت من المرض حتى لو حقنت بعد ثلاثة أيام من الإصابة. ووفقاً للدكتور روبين دونيس، الباحث فى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية CDC، فإن هذه الأجسام المضادة تمهد لاكتشاف جيل جديد من اللقاحات.ومن بين مليارات الأجسام المضادة البشرية المستنسخة لمرة واحدة، وجد العلماء عدة أنواع قادرة على التأثير فى أربعة سلالات من أنفلونزا الطيور.وتؤثر هذه الأجسام المضادة على فيروسات أنفلونزا الطيور بتأثيرها على الأجزاء الفاعلة فيها وشلها. وتقول واينى ماراسكو، الأستاذ فى مستشفى هارفارد التعليمى، إن "الخطوة القادمة هى تجربة الأجسام المضادة هذه على الراكون ثم تطويرها لتجربتها على الإنسان التى يمكن أن تتم بين عامى 2011 و2012.وفى حال نجاح المضاد على الإنسان، فإن ذلك يعنى أن العقار سيكون جاهزاً خلال سنوات حتى يتمكن العلماء من الوصول لموافقة منظمة الأغذية والدواء الأمريكية.