وفق "تقرير توقّعات البيئة - جيو 5"، ما زال تلوّث الهواء من الأسباب الأربعة الرئيسية للوفاة المبكرة والمشاكل الصحية وخصوصاً لدى الأطفال. واعتبر تلوث الهواء داخل المنازل بالجسيمات الدقيقة، مسؤولاً عن حوالى مليوني وفاة مبكرة سنوياً، بينها 900 ألف وفاة لأطفال. وحمّل التلوّث بالجسيمات الدقيقة في الهواء خارج المنازل، مسؤولية قرابة 3.7 مليون وفاة سنوياً. كما نَسَبَ إلى غاز الأوزون قرابة 700 ألف وفاة، يحدث معظمها في آسيا. وكذلك قدّر التقرير الخسائر الاقتصادية العالمية بسبب انخفاض الإنتاج الزراعي الناتج من تلوث الهواء، بما يتراوح بين 14 و26 بليون دولار سنوياً. وأشار التقرير إلى ان انبعاثات غازات التلوّث المرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري، ربما تتضاعف في الخمسين عاماً المقبلة، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجو ثلاث درجات مئوية بحلول نهاية القرن الـ21. وقدّر أن تصل الأضرار الاقتصادية السنوية الناجمة عن تغيّر المناخ إلى قرابة 2 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي، إذا زادت حرارة الجو 2.5 درجة مئوية. وسجّل التقرير إخفاقاً كبيراً في حماية التنوّع الحيوي، مع الإشارة إلى تعرّض قرابة 20 في المئة من الحيوانات الفقرية لمخاطر الانقراض الذي يهدّد الشُعب المُرجانية أيضاً. وسجّل انخفاضاً في الموائل الطبيعية بما يزيد على 20 في المئة منذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي، بأثر من التوسّع في الزراعة والبناء. وأورد أن المخزونات السمكية تشهد تدهوراً غير مسبوق منذ عقدين، بأثر الصيد الجائر. وأشار التقرير إلى أهمية وجود نُظُم للإدارة السليمة للنفايات الإلكترونية، والمواد البلاستيكية، وتصنيع المواد الدقيقة واستخدامها. واهتم التقرير بالحوادث البيئة المتطرّفة التي تنتج غالباً من تغيّر المناخ، ونادى بضرورة تعزيز الجهود المبذولة للتقليل من آثار هذه الحوادث. وأورد أرقاماً تشير إلى أن عدد الكوارث بسبب الفيضانات والجفاف، زاد بنسبة 230 في المئة، بين ثمانينيات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين.