أظهرت دراسة كانت منتظرة على نطاق واسع لأول لقاح جديد للوقاية من مرض السل منذ 90 عاما إن اللقاح لم يقدم أي فائدة جديدة عن سابقه، فيما يتعلق بوقاية الأطفال من الإصابة بالسل، وهي نتيجة مخيبة للآمال لكنها كانت متوقعة. واللقاح الذي يحمل اسم "ام.في.ايه 85 أيه" هو الأكثر تطورا بين اكثر من عشرة لقاحات يجري تجريبها معمليا حاليا على البشر، وينكب العلماء على النتائج لمعرفة سبب فشل التجربة وكيف يمكن الاستفادة من النتائج في دراسات مستقبلية. وقام باحثون من جامعة أوكسفورد في بريطانيا بانتاج اللقاح بمساعدة "اريس وولكوم تراست" والمفوضية الأوروبية و"اتحاد اوكسفو – إيمرجنت" للوقاية من السل وهو مشروع مشترك بين "اوكسفورد" و"ايمرجنت بايوسوليوشونز". وقالت آن جينسبرج من "ايراس" وهي مؤسسة غير هادفة للربح في روكفيل بماريلاند تمولها أساسا مؤسسة بيل وميليندا غيتس "من الواضح أننا جميعا كنا نحب أن نرى وقاية أكبر." واللقاح المستخدم حاليا للوقاية من السل والمعروف باسم باسيل كالميت - جيرين أو (بي.سي.جي) تم تطويره عام 1921 ويعطى بشكل منتظم للاطفال في الدول ذات معدلات الإصابة الكبيرة بالسل للوقاية منه. لكن الوقاية تتبدد خلال بضع سنوات، ولا يحمي هذا اللقاح من اكثر أنواع السل شيوعا الذي يهاجم الرئتين لدى الكبار والبالغين، ويمكن ان تنتقل عدواه عن طريق السعال والعطس. وفيما يتعلق بالدراسة المنشورة في النشرة الطبية البريطانية "لانسيت" جرب الباحثون اللقاح على نحو ثلاثة آلاف طفل غير مريض في جنوب افريقيا كانوا قد اعطوا بالفعل اللقاح القديم. أعطي نصف الأطفال اللقاح الجديد والنصف الآجر دواء بلا مادة فعالة. وبعد فترة المتابعة التي استمرت عامين أصيب 32 طفلا من الذين أعطوا اللقاح الجديد بالسل بالمقارنة مع 39 من المجموعة الثانية التي أعطيت دواء دون مادة فعالة. فيما يظهر تحسنا بسيطا غير ملحوظ إحصائيا. وقال الباحثون إن مستوى الوقاية بين الأطفال جاء أقل بكثير من مستواها بين البالغين الذي جرب عليهم اللقاح الجديد وانهم يعتزمون مواصلة البحث لمعرفة السبب. ولم يوردوا بيانات عن مدى نجاح اللقاح مع الكبار.