تعتبر عملية استئصال الرحم هى ثانى أكثر العمليات الجراحية انتشاراً بعد العملية القيصرية، فهل لهذه العملية تأثير على الأنوثة وصحة المرأة؟ هذا السؤال يدور بعقل جميع السيدات اللاتى قد يتعرضن لعملية استئصال الرحم وكثرت الأقاويل من قبل غير المتخصصين فى الرد على هذا السؤال فى حين أن الإجابة العملية الصحيحة، لا تأثير لعملية إزالة الرحم على حياة السيدة الصحية والجنسية والأنثوية. ولكى نوضح مبررات هذه الإجابة فيجب علينا أولاً أن نعلم وظيفة كل جزء من أجزاء الجهاز التناسلى الأنثوى. أولاً: الرحم: هو وعاء للحمل والإنجاب ونزول الدورة الشهرية، معنى ذلك أنه بإزالة الرحم يكون التأثير عدم القدرة على الإنجاب بعد ذلك وانقطاع نزول الطمث الشهرى. ثانياً: المبيضان: الوظيفة الأولى: هما المسئولان عن إنتاج البويضات التى تخصب بالحيوان المنوى للزوج وينتج الجنين الذى يكبر بعد ذلك الرحم. أما الوظيفة الثانية للمبيض: فهى إنتاج الهرمونات الأنثوية المسئول عن ظهور الصفات الأنثوية للسيدة، وكذلك الوظائف الأخرى لهرمونات الأنوثة من التأثير على العظام والأوعية الدموية. ومن هنا يتضح جلياً أن استئصال المبيض هو المسئول عن التأثير على الحالة الأنثوية والتأثير على العظام والأوعية الدموية، مع ملاحظة أن هذا التأثير سوف يحدث فقط فى حالة استئصال المبيضين فى سن صغيرة، أما استئصالهما فى سن كبيرة (أى بعد سن الخمسين) فليس له أى تأثير أيضاً، وذلك لأن المبيضين تنتهى وظيفتهما فى هذه السن تقريباً، ويؤدى ذلك إلى انقطاع الدورة الشهرية وظهور بعض الأعراض لدى بعض السيدات من الشعور بالحرارة، والعصبية وهو ما يطلق عليه (سن اليأس). ما دواعى عملية استئصال الرحم: حدوث نزيف حاد أثناء عملية الولادة، قد لا يستجيب هذا النزيف لأى وسيلة لإيقافه، ما يستلزم استئصال الرحم لإيقاف هذا النزيف، وفى هذه الحالة تتم إزالة الرحم فقط، ولا يتم استئصال المبيضين، ومن هنا فإن السيدة لا تحتاج بعد العملية لأى هرمونات تعويضية نظراً لوجود المبيضين وليس هناك أى تأثير فى حياتها سواء عدم قدرتها على الإنجاب وانقطاع الدم الشهرى. وجود عديد من الأورام الليفية بالرحم، التى تنزف بشدة وتكون هذه السيدة قد استكملت أسرتها ولا تريد إنجاب المزيد ويمكن استئصال الرحم دون تأثير على حياتها. وجود أورام خبيثة بالرحم وغالباً يكون ذلك بسن متقدمة فاستئصال الرحم مصحوباً بالمبيضين لا يؤثر على حياتها بعد ذلك. وجود خلل وظيفى فى المبيضين والرحم فى سن متقدمة يستوجب استئصال الرحم والمبيضين. وقد تطورت عمليات استئصال الرحم فهناك: استئصال الرحم عن طريق البطن وباستخدام الخيوط الجراحية المتقدمة ووسائل التجميل، أصبحت لا تنتج عن العملية جروح كبيرة ويمكنها إخفاؤها باستخدام وسائل تجميل الجروح.استئصال الرحم المهبلى، وتلك وسيلة ممتازة وغير مصحوبة بأى آلام بعد العملية وهى مناسبة للمرضى الذين يعانون من السمنة والسكر وصعوبة التئام الجروح، ولكنها عمليات ذات مهارة خاصة وتحتاج لقدرات جراحية متميزة وكذلك فى زيادة التكلفة للعملية. ومن ذلك يتضح أن هناك الكثير من الأسباب التى تستدعى استئصال الرحم، وعمليات استئصال الرحم قد تطورت جداً وأصبحت قليلة المضاعفات، عظيمة الفائدة وأنه لا يوجد تأثير يذكر على الأنوثة عند استئصال الرحم وترك المبيضين لا يؤثر على صحة وأنوثة السيدة؛ لأنه فى هذه الفترة قد انتهت طبيعياً وظيفة المبيضين. أ. د حاتم الجمل أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس