كشف أرقام رسمية في لبنان عن تزايد أعداد المواطنين الذين يتعاطون أدوية مهدئة ومنومة مؤخرًا في البلاد. وبحسب الأرقام التي حصلت عليها مراسلة وكالة الأناضول للأنباء من دائرة المخدرات التابعة لوزارة الصحة اللبنانية، فإن استيراد دواء "Xanax" المهدّئ ذي التأثير المحدود ارتفع مقارنة بالعامين الماضيين بمقدار 89 ألف عبوة، فيما ارتفعت نسبة استيراد أدوية  “Zolpedem” المنومة بمقدار 21 ألف عبوة. وقال عبد عنداني، وهو مالك صيدلية في العاصمة بيروت، إن "أعداد المقبلين على هذه الأدوية يتزايد باستمرار من دون مراقبة أحد بحيث يزدهر سوق الأدوية المهدئة بين صفوف اللبنانيين لا سيما في ظل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة". وأضاف عنداني أن "هذه الأدوية المهدئة مفترض عدم السماح ببيعها من دون وصفة طبيب"، لافتًا إلى أن "الأطباء اليوم باتوا يصفونها لمرضى لا يعانون من أمراض عصبية وذلك بسبب سوء التشخيص من دون الأخذ بعين الاعتبار لمشكلتهم الأساسية". وعن تأثيرات تلك الأدوية على صحة الإنسان، أوضح عنداني أنها "تجعل المريض رهن هذا الدواء فقط، والاعتماد عليها بشكل مستمر"، مشيرًا إلى أنه "إذا تم تناولها بشكل مفرط من دون رقابة فبالتأكيد سيكون لها تأثيرات سلبية على الصحة كأي دواء آخر". وتقول حنان بيضون، البالغة من العمر 55 عامًا أم لـ 3 شباب، إنها لا تستطيع النوم من دون تناول قرصين من دواء مهدئ اعتادت عليه. وعن سبب لجوئها إلى هذه الأدوية، أوضحت: "هربًا من المسؤوليات الملقاة على عاتقي والضغوطات الاقتصادية التي نعاني منها، لا أجد وسيلة لأنسى كل همومي إلا من خلال الأدوية المهدئة التي باتت بالنسبة لي الملاذ الوحيد". وتعاني جومانا مراد من نفس أزمة حنان، وهي البالغة من العمر 28 عامًا، وتقول إنها لا تستطيع النوم من دون أقراص منومة ومهدئات وذلك لتجاوز الضغوط الحياتية الملقاة على عاتقها. وأضافت: "تخرجت في الجامعة منذ 5 سنوات وحتى اليوم لم أجد وظيفة مع العلم أنني بحاجة ملحة لراتب شهري في ظل غلاء المعيشة".