الجامع الأزهر

امرأة في عقدها الرابع من العمر وشاب يافع في عقده الثاني يحملان ملامح أوروبية، يطوفان بالجامع الأزهر، وتملئ عينهما الدهشة والإعجاب، يخطوان خطوات قصيرة كأنهما يريدان أن يلامسان بقدميهما كل شبر في المكان، إنهما سيمون، طالب بالمعهد الفرنسي، ووالدته كامي، مهندسة معمارية، من فرنسا.

وتحكي المهندسة كامي أنها سمعت عن الجامع الأزهر لكنها لم تكن تتوقع أنه بهذا الجمال والروعة فهو بحق بناء عربي فريد فيه الكثير من الروحانيات، ولكن أكثر ما أدهشها هذا التجمع الرائع"حضور الإفطار الجماعي"قائلة: إنه شيء فريد تجميع هؤلاء الناس من عشرات الدول في حب وتناغم دون النظر إلى عرق أو لون أو جنس، أعتقد أن ورائهم رابط قوي ومؤسسة ذات فكر تنويري رسخ فيهم مباديء الإنسانية فما أراه ما هو إلا تطبيق عملي للتعايش السلمي المشترك.

وأضافت كامي من الجميل أن أعيش هذا الشعور الإنساني وسط هذا الجمع الكبير، أحببته كثيرا، مؤكدة أن هذا المشهد غيّر لديها الكثير من المعتقدات الخاطئة عن المسلمين، وأولها أن المسلمين مسالمين ومحبين للجميع وأن السلام هو ما نشأوا وتربوا عليه ومن الخطأ الحكم على الجميع بسبب خطأ شخص أو اثنين.

ويحكي سيمون، طالب بالمعهد الفرنسي بمصر، جئت إلى مصر لتعلم اللغة العربية رغم ما قد خوفني منه بعض أصدقائي من زيارة مصر، وقد تفاجئت بأن كلامهم كله على غير الحقيقة، فمن خلال تواجدي في مصر تأكدت أن شعبها طيب وكريم، شعرت وأنا في مصر بأمن وأمان للغاية فمصر هي بلد الأمن والأمان كما يقال عنها، وأهم ما يميز هذا الشعب عقليته المنفتحة على ثقافات الآخرين وهذا ما رأيته جليا في تجمع هؤلاء الطلاب من دول كثيرة يَقْبَل كل واحد منهم الآخر وكأنهم أخوة.. فهذه المؤسسة التي تفعل ذلك تستحق كل الشكر والتقدير.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مصدر بالجامع الأزهر: حريق الجامع الأزهر محدود وتمت السيطرة عليه

النيابة المصرية تكشف أسباب نشوب حريق في الجامع الأزهر