سمك القرش

يجري العلماء دراسات وأبحاث جديدة من أجل الحصول على دواء جديد لسرطان الثدي مستخلصًا من نوع خاص من أسماك القرش، على أمل أن تؤدي الأجسام المضادة في أجسامها الضخمة إلى علاج "هيرسيبتين جديد". والـ"هيرسيبتين"، تمت الإشادة به كأكبر تطور في مجال معالجة سرطان الثدي على مدار 25 عامًا على الأقل، حيث أطلق منذ أكثر من عقد من الزمان، ومن وقتها وهو يشهد نموًا وانتشارًا سريعًا.
وتشير الإحصاءات إلى أن "سيدة من كل أربعة تصاب بسرطان الثدي كل عام، بنوع HER2 منه، وأن هناك ما يقرب من 44 ألف سيدة بريطانية مصابة بالفعل.
وأوضح الباحثون أن "هيرسيبتين لا يعمل في جميع الحالات، وأحيانًا لا يقدم سوى استراحة قصيرة من أعراض المرض؛ لذلك لا تزال هناك حاجة لاكتشاف علاجات جديدة".
ويعتقد باحثون من جامعة أبردين، أن "الجهاز المناعي القوي لسمكة القرش قد استجاب لذلك، حيث أخذوا بروتين HER2 منه، والذي يوجد على سطح الأورام، ويحفز نموها، وحقنوا به أسماك القرش؛ لتحريك إنتاج الأجسام المضادة ضد ذلك البروتين".
وقالت الباحثة هيلين دولي، والتي حصلت على منحة 200 ألف جنيه إسترليني من الجمعية الدولية لأبحاث السرطان، إن " الحصول على هيرسيبتين جديد، يشبه الذهاب إلى الطبيب للحصول على التطعيم، ولكن بدلًا من الحصول على حقنة في الذراع، تحصل أسماك القرش عليها في الزعنفة، ثم ندعها لبضعة أشهر، ثم نرجع لأخذ عينة الدم من الذيل".
وأضافت الدكتورة دولي، "هيرسيبتين دواء رائع، ولكن بعض النساء لا تستجيب له، والبعض الآخر يكتسب مناعة ضده بعد فترة من الزمن"، مشيرة إلى أنه "تُجرى التجارب على أسماك القرش، والتي يتم الاحتفاظ بها في مستعمرة خاصة في حوض للماء في بالتيمور، في الولايات المتحدة، ويتم شحن عينات الدم إلى مختبرها للتحليل".
وأوضحت دولي، التي تأخذ عينات دم من ذيول أسماك القرش، "تم اختيار أسماك القرش الممرضة, وهو نوع من فصيلة القروش، والوحيد من نوعها، ويصل طولها إلى 4.3 م، ووزنها إلى 150 كيلو غرامًا، بسبب طبيعتها اللطيفة؛ لأنه من الصعب الحصول على عينة دم من القرش الأبيض الكبير"، مضيفة أنه "لابد وأن تكون أية عقاقير جديدة رخيصة بما فيه الكفاية للمرضى للاستفادة منها".
ويأمل الباحثون أن "يحتوي الدم على الأجسام المضادة لبروتينHER -2 ؛ لوقف نمو الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، ويمكن استخدام هذه الأجسام المضادة عندئذ كدواء"، مشيرين إلى أن "الأجسام المضادة التي يفرزها سمك القرش هي السر في اكتشاف علاج جديد؛ لأنها قادرة على الضغط في مساحات صغيرة جدًّا يأمل أن تصل إلى أجزاء من بروتين HER2 ، وهو ما فشلت فيه أدوية أخرى"، موضحين أن "الطبيعة الأولية للعمل تعني أنه لا يزال هناك وقت كبير حتى يتم اختبار أي نوع من الأدوية على النساء يقدر بحوالي 10 سنوات".
تجدر الإشارة إلى أن "هيرسيبتين" احتاج إلى معارك كبيرة للحصول على تمويل من مراكز الصحة الوطنية البريطانية NHS وذلك عندما أطلق للمرة الأولى، وهناك علاجان جديدان لسرطان الثدي، ولكن يعتبران من الأدوية باهظة الثمن؛ للاستخدام على نطاق واسع.