الرئيس الباكستاني السابق الجنرال برفيز مشرف يعرض شعار حزبه في إسلام أباد

أصدرت محكمة باكستانية قرارًا يمنع الرئيس الباكستاني السابق الجنرال برويز مشرف من المشاركة في الانتخابات الباكستانية العامة التي تجري خلال الشهر المقبل، ويعني ذلك أن الرجل لم يعُد مؤهلاً للمشاركة في الدوائر الانتخابية التي تقدم إليها.وأشارت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى أن قرار المحكمة يعني أن الحاكم العسكري السابق لأفغانستان (الذي فر من البلاد العام 2008 وعاد إليها الشهر الماضي) لم يعُد مؤهلاً للمشاركة في الدوائر الانتخابية التي تقدم
إليها، وذلك على الرغم من أن حزبه قال إنه سوف يطعن في القرار.ويُعد هذا القرار بمثابة أحدث لطمة يتلقاها مشرف ضمن سلسلة الإهانات التي يتعرض إليها مشرف منذ عودته إلى باكستان، كما أنه يأتي بعد يوم واحد من قيامه بإعلان البيان الرسمي لحزبه والذي يقول "الشيء الوحيد الذي كان في قلبي هو إنقاذ باكستان،  وها أنا هنا الآن أحمل الالتزام نفسه بإنقاذ باكستان".
وتقول "ديلي تلغراف" إنه وعلى ما يبدو فإنه لا يوجد الكثير من الباكستانيين الذين يرغبون في عودة الجنرال الذي استولى على الحكم العام 1999، ويتضح ذلك من عدد الباكستانيين الذي كانوا في استقباله في مطار كراتشي، وهو عدد يقل كثيرًا عن مؤيديه العام 2000".
وأمضى مشرف البالغ من العمر 69 عامًا الأيام الماضية منذ عودته إلى البلاد في مواجهة الكثير من القضايا، التي تتهمه بالخيانة العظمى والتورط في جرائم قتل.
وقضت المحكمة بحرمانه من الترشح في أي من الدوائر التي أراد أن يخوض الانتخابات أمامها، في كل من كراتشي وإسلام أباد وكاسور وإقليم شيترال الشمالي، وهو الأقليم الذي كان لمشرف الفضل في إنشاء نفق لاختصار وقت السفر إلى الإقليم.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر رسمي في المحكمة العليا في بيشاور قوله "إن ترشيح مشرف تم استبعاده على أساس أنه انتهك حرمة الدستور العام 2007 عندما أعلن حالة الطوارئ، وأقال رئيس القضاة".
وقال أحد معاوني مشرف المقربين محمد أمجد: إن حزب "الرابطة الإسلامية لعموم باكستان" الذي يتزعمه مشرف سوف يسعى للطعن في قرار المحكمة، وإن قرار المحكمة لن يوقف الحملة الانتخابية.
وقال أيضًا "دعونا نرَ ما سوف تقرره المحكمة العليا، ونأمل أن نحصل على حكم عادل".
ورأت الصحيفة أن من شأن ذلك الطعن أن يضع مشرف وجهًا لوجه أمام عدوه اللدود رئيس القضاة الذي سبق وأن أقاله والرجل الذي قاد المظاهرات الاحتجاجية التي أنهت في نهاية المطاف عهد مشرف في حكم باكستان القاضي افتخار محمد شودري.
ويبدو أن القليل هم الذين يعتقدون في باكستان إمكان عودة الرئيس السابق لحكم باكستان.
ويقول المحلل السياسي الباكستاني طلعت مسعود "إن فريق مشرف يعيش الوهم، وهو يتخيل مستوى الدعم والتأييد الذي يحظى به الرئيس السابق".
وأشار إلى الطريقة التي خرج بها مشرف من باكستان، وأضاف "إنه كان من الواضح أن الدعاوى القضائية سوف تلاحقه، كما أن أمنه وسلامه سوف يظل مشكلة".
وأضاف قائلًا "أنا لا أعتقد وجود الكثير من الناس هنا في باكستان الذين يعتقدون إمكان أن يكون لمشرف مستقبل سياسي".