خالد مشعل وإسماعيل هنية

أكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"مصر اليوم" أن خالد مشعل فاز برئاسة المكتب السياسي لحركة "حماس" في الجولة الثانية من انتخابات قيادة مجلس الشورى العام ومكاتبها السياسية الفرعية في القاهرة الثلاثاء بفارق سبعة أصوات عن رئيس الحركة في غزة رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية. وأكدت المصادر بان اجتماع المكتب السياسي لحركة "حماس" الذي أنعقد في فندق "انتركونتننتال" في قاعة "سيتي  ستار" قد انتخب مشعل رئيسا للمكتب السياسي لمدة 4 سنوات مقبلة, وإسماعيل هنية نائبا من بين نواب ثلاثة دون الإعلان عن أعضاء المكتب من الضفة الغربية خشية اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال. وذكرت المصادر أنه بالإضافة إلى هنية نافس مشعل على رئاسة الحركة نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق الذي خرج من دائرة المنافسة من الجولة الأولى لكنه احتفظ بموقعه القيادي في الحركة عضواً في المكتب السياسي. وأوضحت أن هنية أصبح نائباً لرئيس المكتب السياسي بالإضافة إلى موقعه رئيساً للحركة في غزة والضفة. وكشفت المصادر أنه في الجلسة الأولى للاجتماعات تم انتخاب مشعل رئيساً لمجلس شورى الحركة، لكنه رفض هذا الموقع واعتبره إبعاداً له عن القرار السياسي وتهميشاً له. وأضافت المصادر أن الاجتماعات أسفرت عن خروج القيادي البارز في «حماس» محمود الزهار من موقعه في المكتب السياسي، لافتة إلى أن «الزهار آثر الانسحاب لأنه رفض ما يجري من توزيع الملفات والمهمات، إذ يبدو أنه لم يرض بالملف الجديد الذي تم تكليفه به». وأفادت المصادر أن عزت الرشق القيادي في الحركة الذي يدير ملف الإعلام خسر موقعه في المكتب السياسي، بينما شغل كل من الأسيرين المحررين يحيى سنوار وروحي مشتهى موقعهما في المكتب السياسي للحركة. ونفت المصادر ما تردد أن مشعل فاز برئاسة حركة «حماس» بالتزكية عقب انسحاب أبو مرزوق وهنية لصالحه، وأوضحت أن «هذا الأمر طرح لكن هنية أصر على ضرورة أن تجرى الأمور عبر الترشح والانتخاب». وكانت حركة «حماس» أصدرت بياناً الثلاثاء أعلنت فيه فوز خالد مشعل برئاسة المكتب السياسي للحركة، جاء فيه أن «مجلس الشورى جدد الثقة في المكتب السياسي للحركة وعلى رأسه خالد مشعل في ظل أجواء من الشورى والديموقراطية الأصيلة». وأشارت الحركة إلى أنها بعد أن أنهت كل مراحل الانتخابات التحضيرية لمؤسساتها في الداخل والخارج على أسس شورية وديموقراطية راسخة، عقد مجلس الشورى للحركة دورته العادية في القاهرة لانتخاب رئيس وأعضاء المكتب السياسي، الاثنين. وأوضح البيان أن الحركة أطلقت على دورة مجلس الشورى الجديدة اسم «دورة الشهيد القائد أحمد الجعبري»، مشيراً إلى أن أجواء اجتماعات المجلس كانت إيجابية وأخوية، وسادت روح التوافق بين أعضاء المجلس بكل مكوناته في الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج. وشكرت "حماس" في بيانها "مصر قيادة وشعباً بعميق الشكر والتقدير على وقوفهم الدائم مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وعلى تسهيل عقد اجتماعها على أرض مصر الطاهرة وبين أهلها الطيبين". وكان مشعل قد أعلن قبل نحو عام أنه لن يترشح لولاية جديدة للمنصب، وتراجع عن موقفه وبقي في منصبه لولاية رابعة وأخيرة. التوعد بعدم الترشح، جاء حينها بعد اتفاقية الدوحة قبل عام تقريبا التي أبرمها مشعل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واتفقا فيها على تشكيل حكومة وفاق وطني لمدة ستة أشهر.وأثارت الاتفاقية حينها غضب الكثير من زعماء "حماس" الذين اتهموا مشعل بالتفرد بالسلطة. ومشعل الذي استقر طوال ثلاثة عشر عاما في دمشق، اتهم في الماضي بعرقلة الإصلاح بين الفلسطينيين، خاصة وأن علاقته بالنظام السوري تمتعت بالدفء طوال فترة وجوده هناك، ولم تتعرقل إلا بعد الثورة السورية، ليغادر دمشق مطلع العام الماضي حيث استقر في الدوحة. وتمكن مشعل من بناء علاقات قوية مع جماعة "الإخوان المسلمين" التي انتمى الى صفوفها عندما كان طالبا، ويُعرف بأنه قناة التمويل الإخوانية لـ"حماس".